#مقال/إرساءالأندية الرياضية والتحصيل الدراسي للشباب إرساء #بقلم/سلطان بن ناصر القاسمي

اخبار الولاية

تعيش المجتمعات الحديثة في عصرٍ يتسم بالتغيرات السريعة والتحولات المستمرة في مختلف المجالات، وفي ظل هذا الواقع، يتعين علينا كأولياء أمور أن نكون واعين لتحديات تربية أبنائنا وتوجيههم نحو الأهداف الصحيحة.والنشاط الرياضي والشبابي يعدّ أحد العوامل الأساسية في تنمية قدرات ومهارات الشباب وتوجيههم نحو مستقبل أفضل، ومع ذلك، فإن هناك مخاطر قد تواجه أبنائنا بسبب التركيز الزائد على الأنشطة غير الضرورية والتي تشغل وقتهم وتشتت تركيزهم عن الأمور المهمة؛ حيث نشهد توجهًا محدودًا للأندية الرياضية في تلبية احتياجات هذا الجيل من الشباب، ويركز العديد منها بشكل غير ملائم على الأنشطة الرياضية في فترات هامة من حياة الشباب التعليمية خلال العام الدراسي، بما يتعارض مع احتياجاتهم في تلك الفترة المهمة من حياتهم التعليمية.وللأسف كثيرًا ما نشاهده اليوم من أن العديد من الأنشطة الرياضية والشبابية والتي تقوم بها بعض الأندية الرياضية في سلطنة عمان، ولاسيما في المحافظات الشمالية، تركز-للأسف- في وضع أجندتها الرياضية في فترات مهمة جدًا من العام الدراسي، والتي تكون في شهري أبريل ومايو من كل عام، والمتأمل لهذين الشهرين يجد أنها فترة تكون فيها الاستعداد الفعلي للامتحانات الدراسية الشهرية أو الامتحانات النهائية للعام الدراسي، وبالتالي رغبة كثير من الشباب المحب للنشاط الرياضي، وخصوصًا كرة القدم للمتابعة والتشجيع لفرقهم الأهلية، وهنا يغفل كثير من أولياء الأمور عن هذه النقطة، أو قد يكون فاقدا للسيطرة في إيجاد التحفيز أو ضبط الأمور أسريًا على الأبناء، وإيجاد المناخ المناسب والظروف الملائمة في جعلهم أكثر رغبة واهتمام بدراستهم والمحافظة على مستقبلهم الدراسي.إن تلك الأندية وإداراتها المحترمة لا تعير هذه النقطة أي اهتمام، وبالتالي تكون نظرتها محصورة فقط في تفعيل النشاط الرياضي بهدف جمع الأموال من الفرق الأهلية حتى تستطيع البدء في خوض منافسات البطولات المحلية على مستوى الاتحاد العماني لكرة القدم، أو اختيار عناصر تمثل الفرق المختلفة بالنادي سواء لقطاع الناشئين أو الشباب أو الفريق الأول بالنادي، وكل هذا الإدارات لا تعي ولا تنظر للجوانب السلبية لمثل هذا الإجراء. وهنا العتب كل العتب على الجهات الرسمية المسؤولة عن تلك الأندية في الولايات، حيث إن من المفترض أن تكون هناك وقفة جادة لهذا الموضوع، وذلك من أجل بناء جيل متعلم لديه الاهتمام الكبير في تفضيل المستقبل العلمي على الهوايات والرغبات.ومن هذا المنبر الإعلامي أوجه ندائي إلى وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تعديل أوقات إقامة المسابقات، في بعض الأندية، كما أناشد مجالس أولياء الأمور المحترمين في الولايات بمخاطبة تلك الأندية بالعدول عن ذلك، وتغيير روزناماتها السنوية من أجل تغيير موعد نشاط كرة القدم للفرق الأهلية في الأندية إلى ما بعد امتحانات الفصل الدراسي الأول أو امتحانات نهاية العام الدراسي حتى يتمكن كل طالب للاستعداد لإنهاء عامه الدراسي بالشكل المطلوب منه، وهذا رجائي للمشرفين على رأس تلك الإدارات في الأندية؛ حيث إن بالإمكان- ومن وجهة نظري المتواضعة- أن تكون مواعيد تلك الأنشطة خلال الإجازة الصيفية للعام الدراسي، وبالتالي تكون هذه الفترة مناسبة للأندية وللطلبة، ومن المعلوم أن جميع المسابقات في الاتحاد العماني لكرة القدم تبدأ بين شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام وبالتالي يكون هناك متسع من الوقت للأندية للاستعداد لمشاركاتها.إن توجيه الشباب نحو الاهتمام بتحصيلهم العلمي والمحافظة على مستقبلهم التعليمي يتطلب الكثير من العمل من جهات عدة منها المدارس من خلال تحفيز وتشجيع الطلبة على التحصيل العلمي ومستقبلهم الوظيفي وكذلك مجالس أولياء الأمور في الولايات يجب عليهم التدخل الفوري في توضيح خطورة ضياع الوقت من العام الدراسي على أبنائهم. إن مستقبل أبنائنا هو أهم من أي شيء آخر، ويجب أن نعمل جميعًا لتوجيههم نحو النجاح الأكاديمي وتحقيق أحلامهم المستقبلية.