#مقال | لمعلمي قيثارة وأوتار أتغنى بها ✍منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية

“أمعلمي ماذا عسى أشعاري..تُبدي من المكنون في أغواري
في داخلي قيثارة.. أوتارها شدّت فأين أنامل أفكاري؟!”
كيف لي السبيل لأن أُصيغ مشاعري في فضائل معلم أفنى العمر في تعليمي ،أيا معلمي ماذا عسايا أكتب فيك‘وهل سأوفيك حقك،
في اليوم الرابع والعشرين من فبراير نحتفل بيوم المعلم اليوم الذي يتوج فيه جهوده وكل يوم،فقد كتب الجميع فيه وأتقن في كتابة مشاعره فهل أنا سأختلف عنهم؟!
لأن مشاعري تختلف عن الآخرين لا،ولربما سأكتب وسأصف ما بجعبتهم، وربما تتشابه مع الآخرين فالجميع يكتب ما يجول في خاطره من ذكريات وصنيع فعل معلم فهنا صورة لأم رؤوف وأخرى لأب حنون..
هنا صورة لأم كانت لي بعد إنفصالي عن حضن أمي التي ولدتني، حيث أتذكر معلمتي في أول يوم دراسي لي في المدرسة محاولة تهدأتي من بكائي وهي تُنشد لي ذلك النشيد المتعارف عليه وما يبرح وأن يزول عن مسامعي عندما كنتُ أقول لها “أمي وين”؟ ترد بنشيدها “ماما زمنها جاية جاية بعد شوية”،وكأنها أمي التي تحاول إيقاف بكائي، ماذا عسايا أن أكتب في وصفك معلمي؟وكل هؤلاء هم من صنع تعليمك وأنا منهم؟كم أتذكر تلك الأصوات العالية مرددين سورة الفاتحة والصمد والناس وبأعلى أصواتنا نرددها ونحفظها معا أتذكرون كيف كنا نرددها سوياً ؟
أتذكرون جدول الضرب ونحن نرتجف خوفا من أن يأتي دورنا وربما لا نستطيع الإجابة عندما يحين دورنا، أتذكرون الجذر والطرح والجمع من الذي علمنا إياه؟!
يوم المعلم هو فرحة طالب بمعلمة وتقديراً لجهده،وفرحة معلم بابنه وهو يرى حصاد تعبه وعناءه وقد أينع أمام ناظريه،وإنني أذكر كيف كنت أكتب كلماتي محاولة صياغتها بأجمل الكلمات والعبارات لتنال إعجاب معلمتي، وكيف كنتُ أسهر عليها وكيف سأوصِلها،إنها رسالة تهنئتي لمعلمتي في يوم المعلم وأنا أنتظر أن تراها وبفارغ الصبر ماشوقة ردها لي، وهل ستعجبها أم لا؟
كم هي جميلة تلك الأيام التي قضيناها،وكيف كانت تلك المعلمة حريصة كل الحرص على بناء مستقبل ابنة من أبنائها.
الكثير من الذكريات التي تحوم حول مُخيلتنا جميعا ونسترجعها، أنا هنا استرجع ماضٍ جميل لا يُمحى وأفتخر بأنني ابنة ذلك المعلم الذي علمني واليوم هو فخور بي..
‏”ما أشرقتْ في الكونِ أيُّ حضارةٍ
‏ إلا وكانتْ من ضياءِ ⁧”