هانحن نقترب من بدء الامتحانات والاستعداد له ونهاية عام دراسي، والجميع يبذل كل ما في جهده لأجل أن يصل لما يطمح له، ونحن جميعنا مع من يحتاج للمساعدة ومد يد العون لمن يحتاجها.الأبناء هم أمل آبائهم وأمهاتهم، والتفوق الدراسي أحد أهم الطرق التي يمكن للأبناء أن يحققوا ما تمناه آباؤهم لهم،ولأنفسهم ، والتفوق الدراسي ليس مهماً فقط من أجل الأبناء ،ولكنه مصدر سعادة وفرح وفخر للآباء والأمهات والمعلمين أيضا وهم يجنون حصاد تعبهم في طلابهم.لذلك فالجميع يهتم ببذل أقصى ما يمكنهم القيام به،لكي يحقق أبناؤهم التفوق الدراسي، وهو محور جميع الآباء والأمهات الذين يريدون تحقيق حياة كريمة لأبناءهم.نحن نعلم بأن الطلبة متفاوتون في القدرات إلا أنه هناك العديد من الخصائص النفسية،والشخصية للمتفوق منها:الثقة بالنفس والمثابرة والاهتمام بمشكلات الآخرين،والقدرة على التميز والحساسية الشديدة فهم حساسون لما يحدث في محيطهم الأسري،والمدرسي والاجتماعي، وعلينا أن ننمي كل قدراتهم هذه والأخذ بيدهم.في مقالتي هذه وددتُ التطرق لبعض الأخطاء التي يقع بها بعض الآباء والأمهات دون أن الشعور بذلك خلال فترة الامتحانات، ولابد من تفهمها والتعامل معها بنجاح وواقعية، التي أخذتُ بعضا منها من كتاب (التفوق الدراسي وصعوبات التعلم وإعداد الأبناء للإمتحانات)وهذه بعضا من هذه الأخطاء:1/النقد الهدّام للأبناء والإحباط المستمر لهم: فالنقد نوعان:بناء (وهو الذي يدعو الابن إلى ازدياد قدرته على التحصيل العلمي والنجاح والتميز) وهدّام (وهو الذي يلفت النظر إلى العيوب فقط، نتيجة ضعف تأهيلهم التربوي.2/الاعتقاد الخاطئ بأن الابن على دراية كاملة بالطريقة الصحيحة للاستذكار،وتنظيم الوقت وترتيب الأوليات.3/إهمال متابعة المستوى الدراسي وإهمال التأخر الدراسي لهم على العام،لذلك نلاحظ خلال فترة الامتحانات يبذل الأبناء جهداً مضاعفاً في المذاكرة، ويكون الأبناء أكثر قسوة وحدة في التوجيه.4/ إعلان حالة الطوارئ في المنزل:وهذه كثيرا ما سمعنا بها والبعض تجده يستخدم كل سبل وطرق الحرمان مما يؤدي سلبا عليهم.5/إهمال إشباع حاجات الابن النفسية:ولذلك يعاني الأبناء من التوتر والقلق في فترة الامتحانات ويصبحون في أمسّ الحاجة للمساندة والدعم النفسي والشعور بالحب والحنان والاهتمام من الأبوين،كما يحتاجون للشعور بالأمان والثقة.ومثلها هناك أخطاء يقع بها الطلبة خلال فترة الامتحانات نتيجة للضغط الذي يتعرضون له، التي قد تضرهم بدلًا من أن تنفعهم منها:1/المفاهيم الخاطئة التي تدعو لاستخدام عقاقير، تساعد على عدم النوم ولتنشيط الذاكرة: وهذا ما نلاحظ انتشاره خلال فترة الامتحانات بادعاء تنشيط الذاكرة،مما تقلل عدد ساعات النوم والسهر لوقت طويل للمذاكرة، وهذا يؤدي إلى تشتيت التركيز وتأثيره السلبي على الكثير من وظائف المخ.2/ الوقت بدل الضائع: الكثير من الطلبة يتركون أجزاء كثيرة، من المقررات الدراسية حتى اقتراب وقت الامتحانات، وهذا يعكس ضعف تحمل المسؤولية، ويأتي هنا دور الآباء والأمهات في تعويد الأبناء على تحمل المسؤولية ودعوتهم لترتيب أوقاتهم وتعليمهم بعمل الأولويات.3/التصويب وتسمى بالتنشين : ويستخدم هذه الطريقة عدد غير قليل من الطلبة، وهو أسلوب يتم فيه اختيار أجزاء بعينها في المنهج ،لحفظها وترك باقي المنهج مما يجعلهم في قلق طوال الوقت، من إمكانية أن تكون الأسئلة بعيدة عن توقعاتهم، وتتحول المسألة إلى مجرد الإلمام ببعض المعلومات وسكبها في ورقة الإجابة.4/نسف الوقت: خلال فترة الامتحانات أو قبلها بقليل ،حيث يقع بعض الطلبة في خطأ إضاعة الوقت في الشكوى والقلق،مع العلم بأن الوقت في هذه الفترة أهم شيء يجب الحفاظ عليه.في الختام رسالة لكل أب وأم :أبناؤكم هم استثماركم ومشروعكم الذي يمكنكم استثماره والتحلي بالصبر لأجل الوصول للنهايات التي ترجونها، فاغرسوا في أرواحهم وكل توجيه إيجابي يعطيهم دافع للتميز والتفوق وأنتم أهل لذلك..