نلاحظ سلوكيات غريبة من البعض فيها إهمال لقواعد المرور وهي: رمي الأوساخ والأشياء على الطريق في غير الأماكن المخصصة لها، وسياقة المركبة بإهمال لدرجة القيادة بسرعة متهورة على الطريق، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على انتشار الإهمال واللامبالاة وعدم الوعي بخطورة هذه السلوكيات. دعونا نتحدث عن المخالفة الأولى التي ذكرناها لقانون المرور، وهي رمي الأوساخ والأشياء على الطريق في غير الأماكن المخصصة لها التي قد تكون نتائجها كارثية ليس فقط على البيئة وإنما على الانسان أيضا، بحيث أن هذه القاذورات تتجمع عليها الحشرات والقوارض والبكتيريا والفيروسات، وإن طال استنشاق الانسان للهواء الموجود على هذه الملوثات قد يصاب بالهباء الحيوي (وهي فطريات وبكتيريا وفيروسات إن استنشقها الانسان يصاب بالتهاب السحايا والالتهاب الرئوي والسل)، كما أن الانسان لو استنشق هذا الهواء لفترة زمنية طويلة المدى قد يصاب بالحساسية المفرطة. وقد اعتبر قانون المرور هذا مخالفة يعاقب عليها القانون، بحيث أنه إن خالفت قانون المرور برمي الأوساخ، أو الأشياء من سيارتك أو مركبتك في غير الأماكن المخصصة لها ستعاقب بالسجن لمدة عشرة أيام، أو تدفع غرامة قد تصل إلى ثلاثمائة ريال عماني. والآن ننتقل إلى المخالفة التالية التي ذكرناها لقانون المرور وهي القيادة على الطريق بإهمال، وعدم الإنتباة أثناء القيادة، والانشغال بالهاتف النقال، وغيرها من هذه السلوكيات التي تجعل القيادة ليست في أحسن حالاتها، زد على ذلك مخالفة القيادة بسرعة متهورة على الطريق، التي تعرض حياة السائق ومن معه والمركبات الأخرى للخطر، مما قد ينتج عن ذلك تيتم أبناء ووجود أرامل ووفيات لشباب وأطفال، فضلا عن الجروح والكسور والعلل والأمراض العقلية والنفسية والجسدية التي قد تحصل للركاب ومرتادي الطريق إذا نتج عن ذلك حادث كارثي. وقد جرّم قانون المرور القيادة بإهمال بحيث إذا قمت بسياقة سيارتك أو مركبتك على الطريق بإهمال فإنك مستحق لعقوبة السجن لمدة تصل لشهر وغرامة قد تصل إلى ثلاثمائة ريالا عمانيا، وتزيد العقوبة إذا نتج عن ذلك مرض أو تعطيل شخص عن العمل لمدة تزيد عن ثلاثون يوما، كما جرّم قانون المرور القيادة بسرعة متهورة، بحيث تعاقب بالسجن لمدة قد تصل لشهرين، وبغرامة قد تصل إلى خمسمائة ريال عماني إذا قمت بالقيادة بتهور وبطريقة تشكل خطورة على الآخرين، أو تجاوزت في مكان خطر أو ممنوع التجاوز فيه، أو تجاوزت من كتف الطريق بدون مبرر، أما إذا نتج عن ذلك مرض شخص أو تعطيله عن العمل لأكثر من ثلاثين يوما فتزيد العقوبة بالسجن لمدة تصل لأربعة أشهر، وغرامة خمسمائة ريال عماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين، أما إذا نتج من ذلك وفاة شخص أو عجز كلي مستديم لشخص فإن العقوبة قد تصل لسنتين سجن، وغرامة تصل لثلاث آلاف ريال عماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين. والآن رأيت أن الإهمال قد لا يضر بالآخرين فحسب وإنما قد يفسد حياتك، فحاول أخي قدر الإمكان أن تتجنبه وتمتثل للقوانين والقواعد العامة، فلا ترمي الأوساخ في الطرقات، وكن قدوة لأبنائك، وخصص كيسا لرميها فيه ثم ارميه في حاويات المهملات، ولا تحاول تقليد الآخرين بالإهمال في قيادة مركبتك، كما أنك لو قدت مركبتك سوف تصل في نهاية الطريق، فليس هنالك داعٍ للسرعة الجنونية التي تعرضك وتعرض الآخرين للخطر، وها أنا حذرتك في هذا المقال لكيلا تقول في المستقبل أهملته فأفسد حياتي.