#مقال/سلمته بطاقتي فأوقعني في ورطة للكاتبة: هبة السنانية منسقة تنفيذية في مكتب الدكتور سيف بن عبدالله السناني للمحاماة والاستشارات القانونية

اخبار الولاية

من منا لم يسمع العبارة الشهيرة المستترة لبعض مترشحي مجلس الشورى, وإن تعددت مفرداتها فالمعنى واحد, وأذكرها كما هي باللهجة العامية : “صوتلي بعطيك فلوس”, فما يحصل من ولائم وجمعات يتم فيها تجميع الأصوات لمترشحي مجلس الشورى شيء لا يمكن غض الطرف عنه, وخاصة أن طريقة اختيار مترشحي مجلس الشورى يجب أن يتم بكل نزاهة ومصداقية, لكن البعض الآخر لا يكتفي بذلك وإنما يقوم بطلب البطاقة الشخصية للمواطن ورمز التصديق الالكتروني الخاص بها؛ ليتم التسجيل كناخب نيابة عنه من باب تخفيف عبء التسجيل على الناخبين. ومن جهة أخرى عندما نعرضها على الجانب القانوني فإنه تتضح لنا مخاطر تسليم البطاقة الشخصية مع الرمز السري لها, بحيث يستطيع الشخص الذي سلمته البطاقة الشخصية بفتح رقم هاتف جديد باسم صاحب البطاقة, وربما يتم من خلال هذا الرقم القيام بأعمال غير قانونية كالنصب والاحتيال أو المغازلة وغيرها قد تُعرض صاحب البطاقة للمسائلة القانونية, كما يستطيع الشخص الذي سلمته البطاقة الشخصية بفتح سجل لك في وزارة العمل, أما إذا كان لديك سجل مسبقا في وزارة العمل فيستطيع هذا الشخص استخراج بياناتك الشخصية , أو تعديل هذه البيانات والتلاعب بها ضد مصلحة صاحب البطاقة, كما يمكن لذلك الشخص التلاعب ببعض البيانات التي تخص صاحب البطاقة في جهات أخرى. كما أن هنالك مخاطر أكبر عند تسليم البطاقة الشخصية للغير, فقد يقوم من سلمته البطاقة الشخصية بفتح سجلات تجارية لمشاريع قد تكون وهمية أو قد تقوم بتقديم خدمات أو بيع مواد غير قانونية تعرض صاحب البطاقة للمسائلة القانونية, كما أن السجل التجاري هذا ربما يكون به مشاكل قانونية مثل تعميم من المحكمة أو أمر بالحبس, أو يتعرض صاحب البطاقة لمطالب بمبالغ خيالية لا يقدر على دفعها, زد على ذلك إن كان صاحب البطاقة يستلم راتب من الضمان الاجتماعي سوف يتم قطع راتبه بمجرد فتح هذا السجل التجاري. وعلاوة على ذلك, يمكن للشخص مستلم البطاقة بحجز غرفة في فندق, أو يقوم بعمل عقد في أي مجال أراد, كما يمكنه إنجاز أي معاملة في أي مكتب من مكاتب سند تتعلق بالبطاقة الشخصية؛ لأن أغلب المعاملات الحكومية تتطلب البطاقة الشخصية, كما يمكن لهذا الشخص رهن بطاقتك الشخصية في مكان مقابل أموال أو شيء ثمين. ولو تم سؤال الكاتبة من له الأفضلية في الترشح لمجلس الشورى؟ لقالت لهم: سيدات ورجال القانون؛ لأنهم أدرى الناس بحقوق المواطنين وواجباتهم وواجبات الحكومة تجاههم وتجاه هذا البلد, فكيف لو كانت لديهم حس الاطلاع والمطالعة والابتكار. ومما يجب التفكر فيه هل طريقة اختيار مترشح مجلس الشورى يتم بشكل عادل ومنصف؟ فيجب على الناخب التخلي عن التحابي والتحيز وترك الرشاوى وغيرها من الأمور غير النزيهة في اختيار المترشح, فعلينا جميعا أن نختار الشخص الأجدر الذي يقوم بخدمة المجتمع بشكل أفضل.