مقال/ إلى عرفات سنمضي.

دائما ما تعتريني نوبات من التوقف عن الكتابة وهذا ما يجعل عودتي غير سابقاتها.

نحن في أيام عظيمة والأقرب إلى الله عزوجل،وبما تجود بها الأيادي والأبدان،ففي هذه الأيام يوم عظيم مُبارك جميعنا ينتظره لتحلق الأرواح عالياً للسماء السابعة.

أن نستشعر نعمة يوم عرفة وأنها من النِعم التي أكرمنا الله بها وألا نفرط فيه بشتى من الأعمال. من صيام وصدقة ودعاء وهذا مطلب كل امرء على وجه الأرض فلا تستصغر فعل عمل حتى ولو كان صغيرا في نظرك.

يوم عرفة هناك من يذهب بكامل جوارحه ليقف أمام الله منكسرا طوال يومه يدعوه بكل ما في قلبه والدموع منهمرة والقلب رقراق عسى الله أن يتقبل دعواته ويغفر زلاته تاركاً خلفه الأهل والولد والمال، غير أبهاً لشيء سوى لقاء ربه ،وأنت أيها القارئ تستطيع أن تحج في بيتك ومن مكان عملك استحضر قلبك وفؤادك واستشعر النعمة العظيمة والرحمات اللي تنزل عليك في ذلك اليوم فلا تدع يومك يفوت بلا هدف فيه وبلا خطة،اقطع كل سبل التواصل والاتصال إلا اتصالك بالكريم الذي سيكرمك ويكرمني بعطائه.

منذ سنوات كتبت مقالة عن رفض طلب لأداء مناسك الحج،فقلت لعله خيرا وفعلا كان فيه الخير،وبعدها كتبت آخر لأفواج الحجيج وهم يتوافدون على بيت الله الحرام وأنا هنا في أرض الوطن، والقلب يبكي لأن أكون بينهم،وها أنا اليوم اكتب مقالتي هذه بعد أن منَّ الله علينا بحجة بيته الحرام وأداء مناسك الحج لأكون بين الحجيج لألبي الله بينهم وأكون ضيفة من ضيوف الرحمن..

يوم عرفة سيفعلها صدقوني سيتقبل الله دعواتكم وستتحقق أمنياتكم،”وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ “فقط أخلصوا النية للعظيم الذي لا يهون عليه عبد من عباده وهو يطلب منه شيئا حتى وإن أغلقتم أبواب غرفكم وانزويتم ،وأنتم تطلبون حوائجكم منه بانكسار وأدمع لن يردكم خائبين،”وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”علقوا قلوبكم به وحده فإن غبتم عن المكان لا يفوتوكم الزمان وأنتم في بيوتكم هي حجتكم بأفئدتكم وقلوبكم.

أما أنا سأكون هناك حيث اللقاء بكامل جوارحي بجهادي وبكل ما أتاني الله من قوة، فأدعوا الله أن يلهمني الدعاء لمن حملني الدعاء.

كتبت مقالتي هذه منذ مدة من نشرها الآن لتكون لي ولكم حباً ولنكون في مقام الدعاء لتجاب الدعوات فالله وحده يعلم ما في القلوب..

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..وأسألكم الذِكر الحسن والطيّب.دمتم بود وكل عام وأنتم بخير..تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.