مقال : لغة الضاد هويتنابقلم : عائسة بنت سليمان القرطوبي

اخبار الولاية
اللغة العربية “لغة الضاد”، سميت بلغة الضاد نظراً لكونها اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف “الضاد”، بالإضافة إلى أنّ العرب هم أفصح من نطقوا هذا الحرف فمن المعروف أنّ حرف الضاد يعتبر من أصعب الحروف نطقاً عند غير العرب ، كما أن بعض المتكلمين بغير العربية يعجزون عن إيجاد صوت بديل له في لغاتهم ، فحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية ، وترتيبه هو الحرف الخامس عشر من الحروف الأبجدية العربية ، حيث أن حروف اللغة العربيّة ثمانية وعشرون حرفاً ، وتكتب اللغة العربيّة من الجهة اليمنى إلى اليسرى كاللغتين العبريّة والفارسيّة ، على عكس العديد من اللغات حول العالم . للغة العربية أهمية كبيرة و مكانة عظيمة عند المسلمين ، فهي لغة القرآن و السنة النبوية ، ولا تجوز الصلاة في الإسلام إلا بإتقانها ، و علت مكانة اللغة العربية علواً كبيراً مع انتشار الإسلام و تقدم حضارته ، وأصبحت لغة السياسة ، والعلم ، والأدب لفترة طويلة في الأراضي التي كانت تحت حكم المسلمين ،كما تعتبر اللغة الرسميّة في كافة أقطار الوطن العربي إضافةً لعددٍ من الدول الأخرى . و تعتبر إحدى اللغات الستة الرسميّة في منظمة الأمم المتحدة، ، كما أثّرت اللغة العربية على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلاميّ ، كاللغة التركية ، والفارسية ، والأردية ، و اكتسبت اللغة العربية أهميتها ممّا تتميّزت به من البيان والبلاغة ، و الأهم و الأعلى شأناً أنها لغة القرآن التي لم ينزل إلا بها ، مما أضفى عليها القدسية و العناية الإلهية قال تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) ، فقد تحولت من لغة تختص بقبائل الصحراء إلى لغة أمّة إسلامية قادت الحضارة لقرون متتالية. و اعتياد التكلّم باللغة العربية يؤثّر على العقل ، والخلق ، والدين . فاللغة العربية مصدر عزّ للأمة ، وتعدّ مقوّماً أساسيّاً من مقوّماتِ الأمة الإسلاميّة . كما تمتاز اللغة العربية بقدرتها على التكيّف والإبداع في مختلف العلوم : كالهندسة، والطبّ ، والفنون ، والتجارب العلميّة ، بالإضافة إلى ما وصلت إليه من الإبداع في مجالات الأدب والتأليف حيث استطاع الكثير من العلماء أن يكتبوا عدّة مؤلفات في فنون مختلفة ،و لا تزال اللغة العربية لغة العلم ، والثقافة ، ووسيلة التواصل في العصر الحديث ، فهناك جامعات سورية تتبنّى اللغة العربية في جميع كلياتها بما فيها كلية الطب، و تكمن أهمية اللغة العربيّة بأنَّها أقدم اللغات التي لا تزال تتميز بخصائص تراكيبها ، وصرفها ، ونحوها ، وأدبها ، بالإضافة إلى خيالها ، فضلاً عن تمكن اللغة العربيّة من التعبير عن جوانب العلم المختلفة ، كما تعد أماً لمجموعة اللغات الأعرابيّة التي نشأت في شبه الجزيرة العربيّة ، واللغة العربية من أهمّ مقومات الهوية العربية ، حيث عملت طويلاً على نقل تاريخ وثقافة الحضارات العربيّة عبر الزمن ، وتعتبر من أهم العوامل التي حافظت على توحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، كما ساهمت في حفظ تاريخ العرب ، ومن ذلك تاريخهم الكامل ، وبطولاتهم ، وشعرهم ، و اللغة العربية أكثر اللغات انتشاراً في العالم ، فيسعى الكثيرون لتعلمها نظراً للفوائد التي من الممكن أن تقدمها لمتحدثها، فتعلم العربية لغير الناطقين بها ستكون سمة للتميز والذكاء حيث يوجد عدد قليل ممن يتقنها في بلاد الغرب. و تأخذ العربية أهمية قصوى بسبب الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية مما يفتح لدى الشخص آفاق العمل والحصول على وظيفة ، و قراءة نصوص الأدب العربي و غيرها . و اللّغة العربيّة لغةً خالدة ، ولن تنقرض مع مرور الزمن أبداً ، حسب دراسة جامعية أُجريت للبحث في بقاء اللغات من عدمه في المستقبل ، وتتميّز اللّغة العربيّة بالكثير من الميزات التي توجد في لغة الضّاد فقط ولا توجد في غيرها من اللّغات، كالفصاحة بالكلمات ، و التّرادف، و الأصوات ودلالتها على المعاني ، وهذه من أهمّ الميزات الخاصّة باللّغة و أيضاً كثرة المُفردات . و قد تم تحديد الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ، يوماً عالمياً للغة العربية يحتفل به ، فيجب الحفاظ على لغتنا العربية للحفاظ على هويتنا و التحدث بها بكل فخر . لتكريس مكانتها في المجتمع المحلي وعلى النطاق العالمي . و تعزيز حضور ” لغة الضاد” في كل المجالات الحياتية.