مقال/ شاهين مر وترك أثر✍️ بقلم /منى بنت حمد البلوشية. اخبار الولاية 07/10/202107/10/2021admin لم تكن ليلة الثالث من أكتوبر ليلة كعادتها هادئة بل كانت ساعات ثقيلة منتظرة، َكانت عقارب الساعة بطيئة وهي تتمخطر ويومها كان ليس كأي يوم، وليلتها قاسية مرت برحمة من الله عزوجل وكأنها ليلة تعيد نفسها. شاءت الأقدار بأن يمر إعصار شاهين على ولاية صحم ولم تتنفس الصعداء بعد لتعود مثلما كانت عليه مما ألمَّ بها من أضرار للإعصار الذي داهمها منذ خمسة أشهر، إلا أنه زارها وعاث بها فسادا، قبل أن تتشافى مما كانت عليه. رحل واكتفى بما فعله تاركا آثاره التي لن تتشافى منها بسهولة. كانت هناك عدة استعدادات من أجل مداهمته ومن أهمها مراكز الإيواء وإجلاء الأرواح البشرية من المناطق الساحلية والتي كانت عرضة للإعصار. تساقطت الأمطار طوال ساعات مما أدى لجريان الأودية وأحاطت بالطرقات والمساكن فاستغاث سُكناها وهم ينتظرون الإغاثة من فوق السطوح.وعاث شاهين فسادا بالولاية وكبدهم من الخسائر في الممتلكات الخاصة والعامة، وحمدا وشكرا لم تكن هناك خسائر بشرية؛ فلا أظن ليلتها بات أحدهم في فراشه من هول ما شاهدوا ليستيقظوا على دمار ما خلفه ومما ترك فيهم من أثر سيبقى عالقا مدى الدهر.شق الطرق وأغرق المزارع والمنازل وأخذ معه ما أراد تاركا لأهالي الولاية الصرخات التي تنادي أغيثونا.لم تشرق الشمس بعد بل كانت السماء ملبدة بالغيوم وتمطر والأودية فاضت بها السدود وإحدى مراكز الإيواء قطع الوصول إليها، وفرق الإغاثة كانت هي وسيلة للوصول لمن فيها.أحاطت بنا الأودية من جميع الجهات وفرق الإغاثة تغيث وتقدم المؤن لم تسلم منطقتي والمناطق الأخرى بعد ما غرقت بيوتهم ودخلت بها الأودية ولا ملجأ لهم سوى السطوح حينها.ورغم كل هذه الظروف التي حدثت بولايتنا الحبيبة ونحن نشاهد التلفاز وننتظر مشاهدة الأضرار عليها إلا أن الإعلام المحلي لم يعطها حقها لإظهار ما حدث لها رغم أن أضرارها جسيمة، وماحدث لها ليس سهلا، فهي حالها حال المناطق الأخرى من شمال الباطنة وجنوبها التي لحق بها شاهين وشل الحركة وأغرق المنازل وأقعد الكثيرين عن بيوتهم. إلا أن الأيادي تشابكت وأبت أن تقعد مكتوفة وتنتظر، وأصبحت كالبنيان المرصوص يشدوا أيادي بعض، وبدأت الملحمة الوطنية من أبناء الولاية لمساعدة المتضررين وهذه إحدى اللوحات التي اعتدنا عليها وإطلاق حملات تبرعات الإغاثة وحملات التنظيف التي لم يتوانى شبابها إلا لتكون بصماتهم محفورة بين الطرقات والأروقة، وبدأت الجهود تتآزر وأعينها شاخصة لتقوم بجهودها الجبارة لفتح الطرق ومما تعرفونه وكل قام بدوره؛ وتآلفت القلوب مع بعضها لتكون خلية نحل عمل دؤوب لا ينقطع.فشكرا للعين الساهرة ولكل يد وعين أبت أن تستسلم وتخلد للنوم وهناك قلوب تستغيث دمتم أقوياء أعزاء كرماء.. فحبيبتي صحم ستزهرين وستعودين خضراء يلبسك ثوب الجمال مادمتِ جزء من عُمان الحبيبة وستزهر حبيبتنا وستشرق شمس الجمال ضاكحة مستبشرة متحدية كل الصعاب فنحن شعب لا يستسلم قوي كريم عزيز هكذا عهدناه..