#مقال: التطبع بالأخلاق الحميدة بقلم: مكتوم بن علي البادي

اخبار الولاية
وددت من خلال موضوعي الحديث عن أمر مهم وهو التطبع بالأخلاق الحميده ، حيث من المهم أن يجاهد المرء نفسه لتكون أخلاقه طيبه سواء كان ذلك في سلوكه أو حديثه أو فعله ، ولا أخفيكم بأن ما دعاني لإدراج هذا الموضوع هو ما لاحظته من البعض من الذين يسيئون الظن فيمن يتحلون بالأخلاق الفاضله والحسنه في سلوكهم وحديثهم بحيث يتهمونهم بالتمثيل وبالقديسين والمثاليين والملائكه … الخ ومما شابه من تلك الكلمات الساخره ليس إلا للتقليل من شأنهم أو لربما لكونهم يفتقدون لمثل تلك الأخلاق في نفوسهم فيعزون أنفسهم بإتهاماتهم لهؤلاء وهذا في الحقيقه أمر خطير ، حيث هم أسأوا الظن في هؤلاء وإكتسبوا إثماً بعيبهم وسخريتهم بهم ، فلا هم حاولوا أن يجاهدوا أنفسهم بالإقتداء بهم أو على الأقل تركوهم دون السخريه بهم من مبدأ أن فعلهم خير حتى ولو كانوا يعرفونهم بخلاف ذلك سلفا ، فليس عيباً في أن يسعى الإنسان لتحسين أخلاقه إلى الأفضل بغض النظر عن ما عرف به ، وعليه وجب التنبيه بأن السخريه بمن يسعى للخير ليس من الخلق الطيب شيئاً ومن الأجدى على المرء أن يجاهد نفسه في أن تكون أخلاقه طيبه وحسنه وأن يشجع على ما فيه الخير ، قال صلى الله عليه وسلم: «إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقا» رواه مسلم، وقال الإمام الغزالي رحمه الله: \’لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن ، إذ ينقل الصقر من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك ، والفرس من الجماح إلى سلاسة الانقياد.وعلى ضوء ذلك فالأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعاً وتكون تطبعا ، والطبع بلا شك أفضل من التطبع ، لأن الأخلاق الطيبة إذا كانت طبيعية صارت سجية للانسان وملازمة له في شتى مجالات حياته ، وليس على الإنسان إلا السعي في تغيير ما يراه من خلق سيء وإعلاء الأخلاق الطيبة الحسنة وان يطلب من ربه دائما أن يهديه لأحسن الأخلاق ،فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بقوله : ” اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيء الأخلاق فإنه لا يصرف سيء الأخلاق إلا أنت” . (صحيح أبي داود ( 738 ) ).لذا على الإنسان أن يسعى لإبقاء الطبع أو التطبع الحميد ويحاول جاهداً أن يتخلص من الطبع أو التطبع المذموم بشتى الوسائل وأن يبدأ ذلك شيئاً فشيئاً متوكلاً على الله عزوجل في أمره ، فالإنسان قد يولد بأخلاق معينة قد يرثها من أبويه لكنه مع ذلك يستطيع تغييرها واكتساب أخلاق جديدة غيرها وهذا مصداق قوله تعالى : : {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد 11 .وفي النهاية أسأل الله عزوجل أن نكون ممن طبعهم الأخلاق الحسنه وممن يتطبعون بها وأن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والصلاح ..