مقال بعنوان: الجزاء من جنس العمل ✍🏼بقلم/ حمدان بن محمد المعمري

اخبار الولاية
إن الله عز وجل قد أودع هذا الكون سننا ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ، يُنسج على منوالها نظام هذه الحياة، فالعاقل اللبيب من يساير سنن الله ولا يصادمها ، ومن هذه القواعد والسنن العظيمة أن الجزاء من جنس العمل، فجزاء العامل من جنس عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر: (جَزَاءً وِفَاقاً) (النبأ:26).حول هذا الموضوع سوف أذكر لكم قصة وهي كالآتي: (يُحكى أن مديراً في شركة مقاولات أوكل أحد مهندسيه الإشراف الكامل على أحد المنازل المزمع تنفيذها بإسم الشركة، ومن الغريب أن يُعطي المدير التنفيذي كامل الصلاحيات لهذا المهندس؛ والذي هو من وجهة نظر المدير أقدم مهندس وأجدر بالمهمة الجديدة والتي لم ترقى لبعض المهندسين لأسباب غامضة.من جملة الصلاحيات أن يكون التصميم خاص بالمهندس مع كل التفاصيل المتعلقة بالمنزل، وقد صخر له المدير كل ما يلزم من عمال ومواد بناء؛ ومع التلميح من المدير للمهندس “هذا المنزل له وضع خاص جداً فأرجوا أن لا تدخر جهداً في أن يكون أفضل منزل تم إنشاءه بإسم الشركة وتحت إشارفك الخاص”، ومضت مراحل البناء على قدم وساق وبوتيرة متسارعة مع بعض التفاصيل والتي علق عليها كبار المهندسين بأنها لا تنم عن أمانة مهندس بهذا المستوى والذي يعول عليه الأفضل، ومع علم المدير بذلك إلا أنه لم يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيه أو أنه وضع هذا المهندس تحت إختبار صعب في وقت طغت فيه المادة على جوهر الأمانة في العمل والإخلاص الذي لا بد منه في مثل هذه الأعمال على إعتبار ما سيكون إن لم يكن كل شي على أكمل وجه.فجأة…. وفي اليوم الموعود للقاء المهندس والمدير وصاحب المنزل مع إبتسامة غامضة للمدير وإمتعاض أظهره المهندس سمع الثاني من الأول ما لم يكن في الحسبان وتمنى أو رجى أن يكون قد سمعه قبل بناء المنزل؛ لما للأمر من أهمية في مدى أمانة المهندس في بناء هذا المنزل والذي من الصعب أن تقطنه أحد العائلات لما فيه من نقص وتقصير وعدم مراعاة لأبسط الأمور الهندسية والفنية والتي من شأنها أن تجعل البيت صالحاً للسكن مدة من الزمن.المدير للمهندس: “هذا المنزل هدية من الشركة لك لقاء ما قدمته للشركة من جهد ومدة طويلة من الخدمة المخلصة والأمانة ………”؛ وبطبيعة الحال رفض المهندس الهدية ورفضها بشدة لأن أموال الرشاوى ما زالت في جيبه الخاص ولم يستلم بعد الفرق في قيمة مواد البناء والتي إتفق مع أحد المحلات المعروفة بالغش والخداع وما زال كثير من العمال يطالبون المهندس برواتبهم والتي لم يستلموها من ستة شهور.فما أجملها من هدية حين يقع المهندس في شر أعماله والأجمل العدالة الربانية عندما يكون الجزاء من جنس العمل)