#مقال | الاستدامة في الشخصية العمانية ✒بقلم/ يوسف بن راشد البادي

اخبار الولاية
الشخصية العُمانية متوازنة مُتزنة بشقيها العلمي والثقافي مع الاختلاف الطبيعي في المستويات والقدرات. الشخصية التي يُعرف عنها كرمها وعطائها وسخائها عند الضرورة المُلحة خاصةً، الشخصية التي تظهر أفعالها أكثر من مادة مرئيةٍ بل هي حكايات ولكل الحكايات أسرار. الرجل الذي لا تحلو له طرفة عين نائمة إلا وظهرت يداه المعطاءة فيها بشكلٍ أو بآخر، صارم كصرامة النخلة في تضاريس الحياة المختلفة، جُلّ من يفهم تلك القوة التي هي عطاءٌ بحد ذاتها. قواعده أساسية، مبادئه راسخة كتلك القواعد التي يُمليها علينا معلم الرياضيات، لا آلة حسابية في الصفوفِ الأولى. أما الآن فأنت مطالبٌ بإنجازٍ سريع وبنّاء، فأهلاً بك لعالم تحقيق الأمنيات، ستعمل ما تشاء كونك أصبحت مهندساً أو عالمًا متخصصًا بمجالك. نظرةٌ متفردة تصنع منك واقعًا لرغبتك الحُرة، وهي إيجابية بحد ذاتها، وإضافةٌ حقيقية ومطلبٌ للتنوعِ يصنع استدامةٍ متكاملة.ظهرت صور الحياة المدنية والحفاظ على العمل الجماعي والتطوعي الذي يشكل قاعدة أساسية في المجتمع العماني الأصيل والعريق بتاريخه، فمادة التطوع بقوائمها غير الممنهجةٍ كمادةٍ دراسيةٍ هي جزءٌ لا يتجزأ من هذه الشخصية الولادة بثقلها القائم على آبائها وأبنائها، والتي لا يُدركها الإنسان كون الأمثلة كثيرة حوله يراها ويسمع عنها باستمرار وتتداول هي في مكنوناته وروتينه اليومي، خير مثال يُحتذى به ويعزز للعطاء، جوائز مختلفة من لدن صاحب الجلالة السلطان قابوس -رحمة الله عليه- ومع حضور البوصلة القرآنية في أوراق أيامنا وصفحاتِ أعمالنا، تتجلى معالم الانفتاح لا الانغلاق، والألفة والتآلف لا الكَمْشُة والانكماش. فجوائز التكريم من صاحب الجلالة -طيب الله ثراه- ما هي إلا رؤية ورسالة لمبادئ سامية، التغريد والتذكير بها ينمي خُطى الآخرين لبذل المزيد من العطاء في قلوب الصغار قبل الكبار. وكما أتت متوالية بجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- متوازية بالنهج البَيِّنُ والمنهج المدروس.وحديثاً اندمجت هذه الشخصية مع القطاعات الرائدة والعائدة بالإضافة الحقيقية لميزانية الدولة. وللسنوات القادمة لها طابعها التقني ودخول الحداثةِ التي تتسابق لها الدول مع تغلغل الأزمة الحالية، وبما أنَّ الشخصية العمانية شخصيةٌ متزنةٌ؛ لذا فالحلول القادمة لابد أن تكون بنفس الاتزان والتطلعات التي تواكب هذه الشخصية المثالية التي حافظت على ماضٍ يستحق التحدث عنه. والمرحلة القادمة هي مرحلة التركيز على الإنسانية، تعداد السكان يزيد، التقنية في تطور، اقتناء التقنية محدود، مما يؤدي إلى الاستغناء عن الأيدي العاملة؛ لذا نركز على العطاء ونرسخ ذلك للأجيال القادمة.أما عن علاقته بالأجيال التي بعده، فهو الذي دشّن خط العبور بأبنائه وتطوع بالدفع إلى أعلى قمم العلم. لم يتخذ الكهف مكان نأيٍ عنهم، بل دائما يحاول التأقلم مع ذواتهم ومتغيرات الحياة التي أصبحت ضرورة ملحة للتكيف والتأقلم مع النمو العالمي على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية بشكل عام والجانب الترفيهي بشكلٍ خاص، نعم؛ إذا كان لنا أن نتحدث عن الاستدامة الإنسانية فلابُدّ أن يكون هناك تكامل في الأساسيات المعيشية، حتى يصبح أمر الإنتاجية فعالا وحقيقيا.