مقال ” ذاكرة ” بقلم : عبير بنت سيف الشبلية

اخبار الولاية

قدرة مخيلتي على استبقاء ، أحلامي وهواجسي ،وأسراري باختلاقها في الذهن تفوق معدل الوصف..!
ذاكرة شديدة الحرص ،وما أقل ما يقال عنها كثيرة الغفلة والنسيان .
ولي حق الفخر والتباهي..
ما يؤرق ذهني أني
سمعت الكثير من القصص الباهتة ،وأن البعض عانى من فقدان الذاكرة وتشتت الأفكار والضياع ..ل مرض ما، أو حادث مؤلم حزين ،على عتباته انهارت قواهم وأرواحهم، ف تلاشت الخواطر والصور ..وانمحى كل ما هو مطبوع في الذاكرة.
لا أعلم ..ربما هي ذاكرتهم المؤقتة ..التي لم تكن يوما ذاتها من
 أوهمتهم بالكمال المزعم ..!!
أو أنهم من جنى على نفسه ،حينما قبلوا السجود
لشيطان الخبث في لحظة ضعف .!!
وبكل فخر وعلى مدى تأكد لي ،أني لم أعاني يوما من قصور في الذاكرة
إلا أن أمرا مريبا، حدث في تلك الليلة، وعلى اثرها كان لزاما ب ذاكرتي أن تعيد ترتيب الموازين.
لم أنتبه للوقت ولكني أدركت أن الفجر حان، وأنا لم أتذوق لذة نوم، في زفرة ليلة أبت ألا تغمرني بأنفاسها الحالمة ..!
تملكتني شحنات الغضب ك قنبلة موقوتة، تنتظر إشعال فتيلها لتتفرقع
في وجه صبح فاتن .
أفكر.. ما ذنب الصبح ..؟! لماذا عليه أن يدفع ثمن أخطاء ليل بائس؟!
والأمر الذي لا ريبة فيه، العهد الوثيق بيننا الليل وأنا..!!
أعاود التفكير ..
أحاول أن أجد سببا وجيها، يعطي الليل حق الحنق والانفعال..
ولأجله جربت استخدام طاقة تكريرية مغايرة، تلك المركونة في زاوية ذاكرتي والتي أستعين بها وقت الأزمات.
المفاجأة المرة  قدرتي على تصفية الأفكار والرواسب العالقة وقتها لم تكن ذاتها التي عهدتها لزمن طويل .
تملكني الغضب..وضاع أمري من يدي.. يا ليل
فكرت بالانتقام منك ، رغم أني لا أغضب منك ولا عليك ..!!
ماذا يحدث لي ؟!
لم أفهم بعد أو أنا من لا يريد أن يصدق أن ذاكرتي لم تكن على عهدها القديم؟!
لقد تلاشت و لم يبقى منها سوا العتم.
هكذا على عتبات ذاكرتي كان ”  السماح بالرحيل ” …!!