مقال/ ولشهداء كورونا السلام ✍️بقلم/منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية


رحيل بلا وداع وبلا قُبلة على الجبين، هكذا يرحل شهداء كورونا بعد أن أعياهم المرض وسلب منهم صحتهم وأبعدهم عن الأحباب في الوقت الذي كانوا يرجون فيه أن يكون الجميع حولهم، وتحتضنهم نظرات أعينهم وهي تتابعهم من خلف نوافذ العناية المركزة وحشرجة أصواتهم وأنفاسهم المتقطعة وكأنها تقول لهم:”لا تتركونا هنا ابقوا معنا حتى نتعافى” كم أتعب هذا الفيروس العالم وأتعب من أنهكهم الألم وأقعدهم على الأَسِّرة البيضاء وبلا وعي منهم.
كثيرون استقرت حالتهم ولكن بصورة مفاجئة تدهورت صحتهم بعد أن همسوا للطبيب وللممرض بأنهم بخير، بعد أن حركوا أصابع أيديهم وأرجلهم وكأنها إشارة لهم ليُعلِموا ذويهم وليُطَمئِنوا أرواحهم المنهكة المنتظرة منهم الشفاء والعودة لبيوتهم، إلا أن أقدار الله سبقت ما أرادوا هم وذووهم، فانتقلت أرواحهم محلقة للسماء راحلة إلى رحمة الله وجواره.
كم هو مؤلم أن نسمع خبر وفاة أحدهم سواء كان قريبا أم بعيدا ومن هم في مقتبل العمر أو متوسطي أو من كبار السن، مؤلم أن يرحل من البيت أشخاص لم يكونوا على أهبة الاستعداد لما قد يحدث لهم، رغم الالتزام التام بكافة الإجراءات الاحترازية، مؤلم هو الفقد بهذه الأوضاع التي تمنع البشر احتضان بعضهم للمواساة ومؤلم أن الأرض وكأنها تود أن تتعافى بموت أحدهم وكأن البشر أثقل حِملها والسماء تنتظرهم.
فمنذ أن بدأت الجائحة ونحن في قلق وترقب، خوفاً على الأحباب ومن رحيلهم المُفاجئ الذي يأخذهم دون سابق إنذار، وأعيننا وقلوبنا على هواتفنا مُعلقة ما بين اطمئنان وخوف، وأجسادهم الطاهرة مخدرة بلا حِراك، لعل الله يكتب لهم العيش والعمر المديد وبدعوات الأحبة لعلهم يستيقظون ويعودون، إلا أنهم آثروا الرحيل لتبقى القلوب تنزف من ألم الفراق والذي سيتبعه ألم الشوق والحنين عند استرجاع شريط الذكريات بحلوها ومرها.
سلاما لأرواح شهداء كورونا الطاهرة، من شهداء عُمان السلام وعليكم السلام في قبوركم والأمان إلى يوم تبعثون.
وليرحل الوباء ولنعش بين الأحبة والرفاق، ولنعلن الراية البيضاء والعيش بأمان واطمئنان بين الأرواح الراحلة بالدعوات ولنتنفس الصعداء بين أحبتنا فهم بحاجة لأن نحتضنهم بجوارحنا وأعيينا وقلوبنا ونصافحهم بنبضاتنا فسلاما للراحلين وللشهداء.