مقال : دع أخلاقك هي من تتحدث عنك بقلم : شمسة بنت سعيد بن راشد العمورية

اخبار الولاية
ما أجمل عودة الحياة ، وعودة تلك الممارسات التي ألفناها سابقاً ، فها نحن اليوم وبعد انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا تعود الحياة بشكل تدريجي ولكن بحذر فالفيروس لازال بيننا ، فبدأت الناس تتنفس الصعداء بعدما طال صبر البقاء بين جدران المنازل وهم يحسبون الساعات من أجل الخروج بأطفالهم وعائلاتهم والاستمتاع بأوقاتهم السعيدة ، فبدأت الأسر تعد العدة والتفكير للخروج لتلك الأماكن السياحية المنتشرة في ربوع بلادنا الحبية عمان من جنوبها إلى شمالها ، فبلادنا قد حباها الله تعالى بطبيعة غناء وأجواء موسمية لا نجد لها مثيل في دول أخرى ، لذا فالكثير منا يهوى الخروج والاستمتاع بجمال الطبيعة ، فنبدأ الاعداد الجيد لقضاء يوم ممتع فنعد العدة من مأكل وملبس وتجهيزات كثيرة نأخذها معنا لقضاء رحلة ممتعة فنصل لوجهتنا بين أروقة الطبيعة الغناء ، وتبدأ مراسم تلك الرحلة ونحن نرى الابتسامة مرسومة على وجوه أطفالنا وهم يلهون ويلعبون بتلك المياه النقية والجميع ينشغل بالشواء وآخر بتجهيز الوجبات ونعيش ذلك اليوم بكل سعادة وينتهي اليوم ونبدأ نلملم أغراضنا للعودة للمنزل ، ولكن……….كم واحد فكر بجمع المخلفات التي تبعثرت في المكان الذي كان يجلس فيه ، فحتماً المخلفات كثيرة ومتنوعة ولكن من أدرك بأن هذا المكان أمانة ولابد أن يحافظ على نظافته ، وأن يتركه كما وجده نظيفاً ، فحتماً هناك الكثير منا من سيهتم بنظافته ولكن القلة الذين سيتركون المكان يعج بالنفايات ، وكأن الموضوع لا يعنيهم ، فمعذرة إن الوطنية ليست شعارات نتغنى بها وإنما هي أفعال لابد أن نطبقها على أرض الواقع ألم تفكر أخي العزيز بأن هذا الفعل يمثل أخلاقك ، ألم تخاطبك نفسك أنه لابد أن تلملم ما بعثرته في المكان من مخلفات ولابد أن تتخلص منها ، نعم هي الأخلاق من تدفعنا إلى ترك ذلك المكان نظيفاً ، فنحن نعيش في مجتمع محافظ قد تربينا فيه على حب النظافة وهذا موطني والحفاظ على نظافته واجب ، فتركي للنفايات مبعثرة في ذلك المكان يعني بأنني قد تركت أخلاقي وعدت بدونها ، فإذا كان لذلك المكان السياحي عين فلنكن نحن ، ولنكن جميعاً قدوة لغيرنا في المحافظة على نظافة الأماكن السياحية في بلادنا الحبية عمان ولنكن يداً واحدة في ذلك ولنعي تماما بأن المحافظة على نظافة المكان هي مسؤولية الجميع وليس جهة معينة . ولنجعل أخلاقنا هي من تتحدث عنا .