مقال /الفساد في قلوب العباد بقلم /نوار الشقصية 📃

اخبار الولاية


المعصية هي أم الفساد : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ) البقرة (11).
نحن نعلم كمية الفساد في هذه الأرض ،و نعلمُ من المفسدُ فيها و نراه أمام أعيننا ،و لكن نصمت !
فالفسادُ في الأرض هي فساد الأمة ،فساد الأنفس و سوادُ القلوب الغليلة .
شح الإيمان و تربص المعاصي و ارتكابها ،كلها دافعٌ لوجود الطغيان ،
فنحن نرى مدى التخريب و الإنتهاك في حقوق الإنسان بينه و بين الله و بينه و بين غيره ،أعمال رذيلة منافيه لأخلاق المجتمع و أكل مال اليتيم و الخصام و نصرالظالن و تضور المسكين من الجوع ،
قضيتنا اليوم قضية وخيمة يتبرأ المذنب و يشبث المظلوم قضيتنا قضية أمة أنتهكت حقها بنفسها .
ف الأمة امتلأت بالفساد الأخلاقي و الإجتماعي و الإقتصادي ،
الفساد في الأرض كسلب ِ الأنفس ،
ف الجائحة وردتنا هي جند من جنود الله للتأمل والتفكر فيما أسلفناه سابقا .
(كورونا ليس من البشر )هو عبره من الله وحده كما أهلك قومٌ ظالمون قبلنا فهذه كذلك ،ليتعظ كلٌ منكم على ما فعله ليرجع إليه سبحانه وتعالى .
قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) يونس (13).
ومنها قوله تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) الكهف (59)
فما الذي جعل الله يهلك أقوام جعلهم الله في خير و رخاء و عزه ،حيث أنهم زعموا بأن يأخذوا بالربا و الزنا و القمار و العباده لغير الله و التكبر و انتهاك أرواح النساء والأطفال .
هذا ما نراه الآن اليوم ،هذا ما أبصرنا عليه .
ف أعمال الفساد طاغية في هذا الزمن ،
الشرك بالله إفساد ،
النِّـفاق إفساد في الأرض . قال الله تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )
تكذيب الرسل ، ورد الحق برغم الإيقان به،
اللجـوء إلى غير الله ودعاء الأموات إفساد .
فهذه شائعة كبيرة (حيث يلجأ الجاهلون إلى المقابر الغرض الدعاء وهم ما يفعلون شرك بالله رمي النقود و الأكل و الدعاء بالشفاء لمريض و الإستغاثة )هذا الأمر منكرا تاما بحق الدين فعلينا تجنبه .
و قتل النفس إفساد ،
بخس الموازين والتطفيف بالكيل إفساد،
التقاطع في الأرحام وعدم وصلها هذا موضوع لا بد من مراجعته حتماً ،
نقض العهد ، وعدم الوفاء به :ما يقصد به الوعود الذي يقطعها الإنسان من غير أن ينفذها و ينوي أن يفعل شي ولا يفعل .
وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )
الإسراف ومجاوزة الحد في الغي والتمادي في المعاصي إفساد،
إيقاد نيران الحروب بين عباد الله إفساد ،
السِّـحـر إفساد . قال الله تبارك وتعالى : ( قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) ،
الجبروت والتكبّر على عباد الله إفساد،
ارتكاب المنكرات وإتيان ما حرّم الله من الفواحش ،
السرقة إفسـاد،
كل ذلك إفســـــــــــــاد بغير إصــــــــلاح ، وإن ادّعوا أنهم مُصلحون فقد كذبهم الله .
( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) ؟
فسبحان الله الذي لا يخفى عليه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
فكل إنسان يراجع نفسه و إيمانه و قلبه و شخصيته فكل فعل ترجع له أفعال أضعاف ما فعله سواء كان خيرا أو شرا