ها هو رمضان بدأ يحزم أمتعته، وأوشك على الرحيل،مضت أيامه سريعة وكأنها سُويعات، رمضان هذا العام أتى مُختلفا أتى ويشاركه الحديث شيئا آخر أشغل البشرية بأكملها، وكأنّ القدر أراد لنا هذا ليختبر صبرنا صبرا فوق كل صبر.نحن على أعتاب نهاية شهر رمضان المبارك والتي وصفها الله عزوجل بأنها أياما معدودات، فها هي اقتربت على الرحيل،فكان لأوله رحمة ولوسطه مغفرة وهذه الليالي العشر بها عتق من النيران فهل يا تُرى قد أحسنّا له؟!!.هنا لابد لمخيلتي أن تغوص في مكنونات ذكرياتها، فمن منّا لا يودّ أن يُصادف تلك الليلة التي هي خير من ألف شهر؛والتي لو صادفتها وكنتَ تدعو بها فإنها تعادل ثلاثة وثمانون سنة.فمن منّا لا يحمل في قلبه أمنيات وتتوق ذاته لأن تتحقق وتستجاب لها وقد فتحت لها أبواب السماء،ففي صغري كنت أرى اجتهاد جميع من في البيت وهم يكثرون الصلاة والدعاء والاستغفار ويتحدثون عن فضائل ليلة القدر،حينها فكرت أن اكتب ورقة وبها كل أمنياتي، وأخبئها تحت السرير،خوفا من ألا يراها أحد ويضحك عليّ،حتى لو صادفت ليلة القدر تكون وقد حطّت رحالها على أمنياتي، حينها لم أكن أدرك ماذا علي أن أفعل لتستجاب دعواتي،فكانت لدي أمنيات كثيرة لأراها حقيقة أمام عيني، وفي كل صباح عندما أستيقظ من نومي أهرع لأطمئن عليها،وهكذا حتى ينتهي رمضان وبعدها أمسك بورقة أمنياتي وأحتفظ بها لعل الله استجاب لها واليوم ابتسم لكل ذكرياتي الجميلة.. فها هي هذه الأيام نجتهد بها بكل حب وإقبال ،فلربما تلك الليلة التي تُخفى على الجميع تصادفنا وتمسح على قلوبنا،فمهما تغشانا من التعب والفتور، فلابد لنا وأن ننهض ونتقدم لأنها أياما معدودات وربما تكون الأخيرة في حياتنا، فاجعل من رمضانك هذا وكأنه الأخير لك، فهو عائد لا محاله، ولكن هل لنا نحن معه لقاء؟!!.. فاللهم بلّغنا ليلة القدر ولا تحرمنا نورها وبركتها وسلامها وأجرها وعتقها يارب العالمين، اللهم إنّك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنّا.ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..