#مقال :الحكومة الإلكترونية … مطلب مُلح✒️بقلم / عبد العزيز بن سيف المعمري

اخبار الولاية
مع التقدم الكبير في التكنولوجيا بمختلف فروعها أصبح التنافس على أشدّه بين الدول من أجل توظيف هذه القفزة في التكنولوجيا لتسهيل الخدمات المقدمة للمواطنين و المقيمين و تقليل المسافة بين الجهات الحكومية و المستفيدين من خدماتها بما يضمن إستمرارية و ديمومة هذه الخدمات في مختلف الظروف و الوضع الحالي يفضل أهمية التوجه نحو الحكومية الإلكترونية و إن هذا التوجه أصبح ملحا و ضروريا و كان لابد من العمل عليه و التخطيط له في فترات سابقة دون إنتظار وضع طارئ لتفعيل القنوات الإلكترونية بشكل أكبر لمختلف مؤسسات الدولة. مفهوم الحكومة الإلكترونية و الأهداف المرجوة منها و إهتمام الحكومة الرشيدة بهذا المجال هذه النقاط سأتطرق لها في هذا المقال الحكومة الإلكترونية هي عبارة عن إستخدام تكنولوجيا الإتصالات و المعلومات للربط بين المؤسسات الحكومية لرفع كفاءة و تسريع إجراءات الخدمات المقدمة . و هذا الربط من شأنه التسهيل على المواطنين و يجنبهم قطع المسافات الطويلة لتخليص معاملاتهم و أيضا إختصار الوقت المستغرق لإنهاء هذه المعاملات . و تولي الحكومة الرشيدة إهتماما كبيرا بهذا المجال حيث أنه في عام ٢٠٠٦ صدر المرسوم السلطاني رقم (٢٠٠٦/٥٢) بإنشاء هيئة تقنية المعلومات حيث بين المرسوم إن الهدف من إنشاء الهيئة هو تحقيق رؤية التحول إلى الحكومة الإلكترونية و تهدف الهيئة إلى العمل على تعزيز و تفعيل سياسة الحكومة للإنتقال إلى إقتصاد مبني على تقنية المعلومات لتحقيق المنفعتين الإقتصادية و الإجتماعية للمجتمع العماني من خلال تكامل إستخدام هذه التقنية في إطار سياسة التنويع الإقتصادي و التنمية المستدامة و نص المرسوم على عدة صلاحيات للهيئة الهدف منها تكوين قاعدة إلكترونية صلبة للنهوض بمجتمع عمان الرقمي. و في عام ٢٠١٩ صدر المرسوم السلطاني (٢٠١٩/٦٣) بإنشاء وزارة التقنية و الإتصالات و هذا المرسوم يعد إمتدادا للإهتمام السامي بتوظيف التقنية لتسهيل الخدمات الحكومية المقدمة و إحراز المزيد من التقدم في هذا المجال بما يتناسب مع المستوى الذي وصلت إليه معظم الدول في توظيف التقنية. و ما يتوج الإهتمام السامي بالتقنية تخصيص صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- جائزة للإجادة الإلكترونية تحمل إسم صاحب الجلالة مما يعطي لهذه الجائزة ثقلها و أهميتها و يزيد التنافس بين الجهات من أجل الظفر بها و في مضمار هذه المنافسة تتسابق الجهات لتوظيف التقنية لتسهيل الخدمات المقدمة من قبلها و تبسيط الإجراءات المتبعة. وقد ذكر صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- في افتتاح دور الإنعقاد السنوي لمجلس عمان سنة ٢٠٠٨ ما يؤكد الإهتمام السامي بهذا التوجه و فيما يلي جزء من الخطاب السامي ما يبين هذا الإهتمام 🙁 لقد اكدنا دوما على اهمية العلم والمعرفة وكان نهجنا المتواصل هو الانفتاح على مستجداتهما ولقد اصبحت تقنية المعلومات والاتصالات هي المحرك الاساسي لعجلة التنمية في هذه الالفية الثالثة لهذا اولينا اهتمامنا لايجاد استراتيجية وطنية لتنمية قدرات المواطنين ومهاراتهم في التعامل مع هذا المجال وتطوير الخدمات الحكومية الالكترونية ونحن نتابع عن كثب الخطوات الهامة التي تمت على هذا الصعيد وندعو جميع المؤسسات الحكومية للمسارعة الى تعزيز ادائها وتيسير خدماتها بواسطة التقنية الرقمية متطلعين الى الارتقاء بالسلطنة الى افاق المعارف الحديثة المتجددة ) و في الخطاب السامي الثاني لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق أكد جلالته على أهمية تبسيط الإجراءات و هذا يعد من ضمن أهداف الحكومة الإلكترونية حيث تبسيط الإجراءات يساهم بشكل كبير في تعزيز الإستثمارات و مع الوقت التخلي عن المعاملات الورقية و اختصار الوقت و الجهد في تخليص المعاملات . و بالنظر للوضع الحالي الذي تمر به دول العالم أصبحت الحاجة ملحة للتقنية لتقريب المسافة بين المواطن و الجهات الحكومية دون الحاجة لحضور المواطن لمقر الجهة و ذلك لمنع التجمعات و التقليل من إنتشار جائحة كورونا و على الجهات الحكومية تفعيل قنواتها الإلكترونية في هذا الوقت لكي لا تتأثر مصالح المواطنين و تجنب تراكم المعاملات مع مرور الوقت مما قد يضفي المزيد من العبأ على مؤسسات الدولة بعد الخلاص من هذه الجائحة بحول الله و هذا لن يتأتى إلا بتضافر جهود هذه المؤسسات و التنسيق فيما بينها من أجل التفعيل الناجح لهذه الخطوة. و هنا لابد من الإشادة بجهود بعض الجهات التي بذلت جهدا تشكر عليه من أجل الرقي بخدماتها وواضبة على التطور المستمر في الخدمات المقدمة من قبلها و منها شرطة عمان السلطانية حيث إن معظم المعاملات الخاصة بها يتم تخلصيها إلكترونيا و هذا نتاج جهد دؤوب من قبل شرطة عمان السلطانية من أجل تبسيط الخدمات و أيضا لابد من الإشارة إلى الجهد المقدم من قبل وزارة القوى العاملة في هذا المجال حيث قامت بتحويل معظم خدماتها الورقية لتصبح إلكترونية و سلسة .و في الختام التحول الإلكتروني في تقديم الخدمات أصبح من أولويات الدول و معظم الدول وصلت لمستوى عال في هذا المجال و هذا ليس جهد فترة بسيطة بل هو نتاج جهود متظافرة من معظم المؤسسات من خلال إستغلال أفكار الشباب في هذا المجال و تسخير الموارد لإستغلال هذه الأفكار و لنصل لذلك المستوى لابد من الإستماع للشباب و تمكينهم من تطبيق أفكارهم و الرقي بها. حفظ الله عمان و أهلها من كل سوء و مكروه .