#مقال| “رمضان يبني القيم”#بقلم🖊️ منى بنت حمد البلوشية. .

اخبار الولاية
ها هو رمضان يعود وتعود معه نِعم اللّه عزوجل علينا، ويتجدد وتتجدد معه هممنا، إنّه رمضان الذي يُطوقنا بالفرح والسعادة ويحمل أرواحنا العطشى لأبواب السماء.. رمضان من أعظم الفرص التي يمنحنا اللّه تعالى إياها، رمضان هو مشروع سنويّ تتجدد فيه الصّلة باللّه عزوجل في سائر الشؤون ، وهو إعادة ترتيب العبادات والأوقات واستثمارها بما يليق بالذات الإنسانية التي كرمها الله عزوجل، من الإخلاص والصدق والتوبة والرجوع إليه عزوجل. “شهر رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار “ها نحن في بدايات الرحمة فعلينا أن نستغلها خير استغلال بما تجود به أنفسنا ، من حسن استقباله وتدفق مشاعر العبادة، لنبث شكوانا إليه ولنجدد العزم بالدعاء والتوجه إليه عزوجل. رمضان يبني في ذاتك القيم، فهو مشروع يهبك الله تعالى إياه، دون حجاب أو ترجمان بينه، يربي فيك القيم وما لم تكن تتوقعه يوما في حياتك ، فأحسن قرع أبوابه في كل حين واستشعر رحماته التي تُحيط بك والراحة التي يهبك إياها وأنت تبني قيمك فيه. ما أحوجنا لهذا الشهر المبارك من كرامته ورحماته وغفرانه، فاستشعر بركة الدعاء واستشعر الراحة التي تأتيك وأنت تدعوه عزوجل بيقينٍ تام.. تأمل روحك وكأنها طائر يُحلق في أعالي السماء.. وتخيل كأنك تلمس السماء بكلتا يديك، هنا تأكد بأن دعواتك شقّت عنان السماء من حنين ما ترجوه في تلك اللحظة.. “رمضان يبني القيم ” يبني فيك ما بعثرته الحياة، فتأمل قلبك؛ هل فيه هجرا وحسدا وظلاما؟، هل هناك شيئا يقف حائلا بينك وبين أمانيك التي طال عليها الزمان؟، هذا رمضان أتى ليطهرك ويُصلح قلبك وليبعث فيه روح السلام والطمأنينة فتأمله.رمضان هو مشروعك فتأمل به ما كنت تفتقده، هذه فرصتك لأن تبني فيه القيم وأن تغوص بمكنونات قلبك وتكتشف أسرار الحياة التي وهبك إياها خالق البشر. “واذكراو الله في أيامٍ معدودات ” إنّها أيام معدودات وسريعة تمر بلمح البصر، فلنجعل بدايتها رحمة، وأوسطها مغفرة، وآخرها عتق من النار، واختم ختمات من القرآن الكريم بتدبر وتأمل بآياته الكريمة، اجعل رمضانك هذا مشروعك تبني فيه وفي أسرتك ومن حولك القيم. فجاهد فهذه الأيام معدودات ، واسأل الله تعالى التوفيق على أن يُعينك بلوغ المراد، فكن ملهما وفطنا من ألا تُضيّع أيامه ولياليه،في شيء تتحسر وتتأسف عليه فيما بعد، فـــ “رمضان يبني القيم”..