(( ‏الخرافات في زمن الكرونا )) بقلم / موزة بنت علي الشيادي

اخبار الولاية
إن ما يميز العقل البشري عن سائر مخلوقات الله هو قدرته على التفكير، فأنت تستطيع حماية نفسك من انهيار ثلجي، أو من حريق يشب فجأة حولك، أو من أن تقطع واديا يجرف الطريق، لديك القرار بأن تقدم على خوض تجربة وأنت تعلم أن بها مخاطر ، وأن عاقبتها الموت المحتم، كما أنك تستطيع الإحجام عن ذلك.العقل البشري بقدرته المهولة على التحليل والتفكير والقدرة على استشراف المستقبل، لابد وأن له القدرة على تحديد الخرافة من الواقع، فليس من المعقول أن يتداول مقطع من مسلسل قبل عشرين عام يتكلم عن اجتياح وباء الكوليرا، وأنت تقنع أذنك بأن تسمعه كورونا !! أليس هذا الأمر به ظلم لعقلك ؟ ألا تعتقد أن الميل للخرافة فيه تجريح لنفسك أولا قبل الآخرين، هل من المنطقي أن نقرأ لسيدنا علي بن أبي طالب روائع الأدب، ثم ننسب له قصيدة هزيلة ضعيفة المعنى أو خطبة ركيكة الكلمات فقط لنقنع أنفسنا أنه تنبأ بوقوع وباء الكورونا؟ أليس في هذا ظلم آخر لعقلك؟! ، هل من المنطقي أن نتعلم طوال أثني عشر عاما أنواع الشعر والنثر ثم يخرج أحدهم بأبيات شعر لا يكتبها طفل في الحلقة الأولى وتنسب إلى فلان ليتنبأ فقط بوقوع الكورونا؟حان الوقت لأن نخرج الدين الإسلامي وصحابة رسول الله ومفكري الدين من أكذوبة الأساطير ، وليس بالضرورة أن تجعل رب العالمين ( وهو منزه) طرف في خرافة تتبناها أو كذبة ملفقة للدين.الذي وهبك عقل تفكر به ومنحك قدره على التدبر وأمرك به، إنما أراد لك أن تدرك أغوار الحياة وأسرارها، وأراد أن يرقى بك عن بقية خلقه، وكرمك لترى الكون بتفاصيله بوعي وإدراك ويقظة.