مقال : فارس التلاوة والإنشاد والإرشاد حسن الفارسي بقلم : جاسم بن عيسى القرطوبي

اخبار الولاية

لقد غربت مع اشراق فجر شمس الاثنين الماضي الخامس من جمادى الآخر ١٤٤٢ هج الموافق للثامن عشر من يناير ٢٠٢١ ميلادية روحُ الشيخ حسن بن محمد الفارسي وهو من مواليد الباطنة ١٩٤٠ م وممن درس بالأزهر الشريف الثانوية الأزهرية وممن تخرج فيها بشهادة بكالوريس الشريعة الأزهرية وأتم الماجستير بها إبان بزوغ شمس  السبعين المباركة التي فجر نهضتها السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه . عاد الشيخ حسن رحمه الله ليعمل مدرسا في مدارس مطرح ثم المعهد الديني بالوطية سابقا حيث درس فيها التفسير. وقد التقى الشيخ في الأزهر الشريف بأساطين علماءه كالشيخ محمد الفحام والشيخ عبدالحميد محمود والشيخ محمد عبدالرحمن بيصار والشيخ عبدالحميد كشك وغيرهم.ومن أشهر أساتذنه بالأزهر الشريف الشيخ الصاوي ومن أشهر الذين درس عليهم في السلطنة الشيخ عبدالمجيد الأنصاري حيث درس عليه التجويد كما درس على بعض علماء الباطنة اللغة العربية وأتم حفظه لكتاب الله تعالى في السلطنة وأتقن فن المقامات في مصر .ويعد الشيخ حسن الفارسي من أوائل المقرين المجودين لكتاب الله تعالى في تلفزيون سلطنة عمان وإذاعتها حيث كان أول عهده بالإذاعة في صيف ١٩٧٤ ميلادية .وبالإضافة لتسجيله القرآن الكريم كاملا فيها أتم تسجيل الموشحات الدينية للشهر الفضيل بمشاركة كورال مصري لتنتشر كالضوء لتذاع بعدها في عدة إذاعات عربية. وللشيخ حسن الفارسي باع طويل في الشعر حيث سارت بقصائده الركبان منها ما تغنى بها الصفراوي مثل (هاتف البشرى) (السيف أصدق مؤدب) (بحق رمل بلادنا) ومنها ما تم غناها ويتم تدريسها في المناهج الدراسية ومواد الموسيقى إلى يومنا هذا.كما أقام رحمه الله دروسا لطلابه في مسجد ذي النورين بالغبره ودروسا في تعليم اللغة العربية في عدة مقار ونفع الله به خلقا كثيرين لما امتاز به رحمه الله من حفظه للمتون العلمية والشرعية كألفية ابن مالك في النحو وفي المواريث كالرحبية وفي الفقه كمتن الزبد . وللشيخ حسن الفارسي تلاميذ عدة من صحم خاصة ومن السلطنة والخليج سواء في الإنشاد الديني أو القرآن الكريم .ولطالما كانت للمنتقل رحمه الله زيارات لولاية صحم فمن أصدقائه المقربين فضيلة الشيخ عثمان بن عبدالغفور الأنصاري والشيخ ناصر بن علي الزعابي رحمهما الله .وشخصيا كان للشيخ تأثير مباشر لتكويني الأدبي والشعري فقد قرأت عليه طرفا من ألفية ابن مالك وكان له الفضل علي في نظم الشعر ، ولعل من حسن الختام أن أرى ثمرة تعليمه لي الشعر بمرثية كتبتها لهذا الفقد ومطلعها :- اهـطـل قـصـيدي فــإنّ الـجرحَ هـتّانُلـمـلـمْ لــذكـرى لـهـا الـعـينان إنـسـانُلا تـبـكِ يــا قـلـبُ كـالـخنساءِ مـقتفياوانـظـمْ حـسـانا قـفا لـلحُسْن حـسانُلا عـاصمَ الـيومَ لـي فـالدَّمعُ أغـرقنيدُكَّــــتْ جـبـالـيَ فــالآهـاتُ أشــجـانُمَــنْ كـنتُ آوي مـن الـرمضا لـدوحتِهِتـضـمُّهُ الـيـومَ فــي الـفردوسِ أفـنانُمـن أرضِ بـاطنةٍ في مسقطٍ سطعتشــمـسٌ لــهـا مـصـرُ بــالآدابِ تــزدانُيـراعـة الـشـعرِ فــي أزهـارِهـا يـنعتبـــراعــةً ولَـــهــا بــالـسـجـعِ ألــحــانُفـي نـغمةِ الـبلبلِ الشادي طلاوتُهُمــعـنـى دقــيـقـا لــــه تــشـتـاق آذانُتـحـيا بــه الــرُّوْحُ ذكــرا فـي مـراتبهاتــرقـى لـسُـدَّةِ قــدْرٍ حـيـثُ إحـسـانُيا صادح الشدوِ في أنسٍ وفي شجنٍلـقد عرت من طيور الدوحِ أغصانُلـقـد أُصِـبتُ بـسهمِ الـبينِ فـي كـبديولــم يُـشـاهِدْ مــدى الأوجـاعِ إنـسانُتــرجَّـلَ الــفـارسُ الـمـعـهود صـولـتـهفـصـهـوة الــمـدح والإرشــاد أظـعـانُمـــآذنُ الأزهــر الـثـكلى لـقـد أسـفـتفـلـم يُــرى لأراضــي الـوجـدِ شـطـآنُوالــكـلُّ صــادٍ ويـرجـو مــن مـعـارِفِهسُــقـيـا ودادٍ فــعـدْنُ الـفـقـدِ نــيـرانُلــكـنَّـهُ أمــــرُ ربــــي تــلــك حـكـمـتُهُفــلـيـس تــسـبـقُ لــلأقــدارِ فــرسـانُفــبـاركِ اللهُ فـــي أعـــلامِ سـلـطـنتيوَمَــنْ هــمُ فــي بـحـارِ الـفضلِ رُبَّـانُواحـفظْ لـنا الـعلمَ فـي أعـماقِ أفـئدةٍبـفـيضِ وهْــبٍ وكـسـبٍ أنـتَ رحـمنُوانــصـرْ عُـمـانَ وأيِّــدْ جُـهـدَ هـيـثمِناتـصـفـو لــنـا كمـــدى الأزمــانِ أزمــانُ