دفاعنا عن نبينا ليس إرهابا ! بقلم :رحمة بنت صالح الهدابية

اخبار الولاية
‏ يا رسول أعلم علم اليقين بأنني لست في موضع و مقام يؤهلني للحديث عن سيرتك العاطرة الماجدة ولكني أطمع بالفوز والرضوان في الدينا والآخرة  بالحديث والدفاع عنك وأن تكون هذه السطور القليلة والكلمات البسيطة شافعة لي يوم العرض الأكبر وأنا أقف بين يد الله سبحانه وتعالى لأخبره بأني قد كتبت هذه الكلمات حبا ونصرة لنبيه المصطفى العدنان – صلوات ربي عليه وسلامه -.فالحديث أو الدفاع عن الإسلام أو حتى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – لا بد أن يأخذ منحناً آخر بحيث لا يكون هذا الدفاع مجرد ردة فعل وقتية يغضب في لحظتها المسلمون وما تلبث مع مرور الوقت أن تهدأ ثورة غضبهم هذه وكأن شيئاً لم يحدث دون أن تصحبها إجراءات أكثر جدية و فعالية للحد من هذه الاساءات المتكررة بين الحين و الآخر خاصة وأن هذه ليست بالمرة الأول التي يساء فيها للرسول الأكرم – صلّى الله عليه وسلم – فنصرة النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – ليست مجرد كلام نردده أو حروف وكلمات نرصها في مقالات و خواطر و أناشيد أو حتى في قصائد شعرية بداعي نصرته و الدفاع عنه؛ وإنما أعظم نصرة لنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – هي الاقتداء والتقيد بسنته فليس من المعقول أن ندعي حبه ونحن بعيدون كل البعد عن الاقتداء به و الامتثال لأوامر سنته ونواهيها. يتبع ذلك استغلال المنابر الإعلامية بكافة أنواعها المختلفة المرئية و المسموعة و المقروء منها بإعتبارها أحد المصادر المهمة لإكتساب المعلومة و قدرتها على ترك انطباع قوي و خطير  لدى شريحة كبيرة من الناس حول شخصيةٍ ما أو موضوعٍ معين؛ و ذلك بتكثيف البرامج المتنوعة عبر هذه الوسائل بغية تصحيح الصورة السائدة المأخوذة عن الإسلام والمسلمين فضلا عن الحوارات و النقاشات والمناظرات التي تجرىٰ على يد أهل العلم و الإختصاص في مختلف الندوات و المحاضرات وغيرها من المناسبات و المحافل الدينية لتعريف الآخر عن قرب بأن الإسلام دين سماحة و يسر و ليس كما يروج له بأنه دين إرهاب و غلو و تطرف. وكذلك استغلال المنابر القانونية وتغليظ العقوبة قدر الإمكان على المسيء حتى لا يتسنى لكل من تسول له نفسه التعدي على أي دين أو التطاول على رموزه. المقاطعة وقد أثبتت المقاطعة على مر الصراع والنضال البشري بأنها من أنجع وأفضل الأسلحة التي تلجأ إليها الشعوب للحصول على حقوقها و الدفاع عن مقدساتها وإن بدا للمشككين غير ذلك فقد قرأنا في كتب التاريخ عن المقاطعة التي قادها غاندي مع أبناء شعبه ضد المنتجات البريطانية وكانت أحد العوامل الرئيسية التي مهدت لإستقلال الهند عن التاج البريطاني آنذاك وأيضا المقاطعة التي قادها المناضل الكبير نيلسون مانديلا ضد الإنجليز في بلاده والتي انتهت بإنحسار سيطرة الإنجليز على مفاصل الدولة برمتها وذلك بالمشاركة الفعلية لسكان جنوب أفريقيا في الحياة السياسية و تمتعهم بالحقوق التي كفلها لهم المشرع بعد حرمانهم منها لعقود طويلة. وغيرها الكثير من الأمثلة التي توضح ما يمكن أن تحدثه المقاطعة من تغييرات جذرية إذا ما تحلى قادتها بالإرادة والتصميم نحو أهدافهم المنشودة. وما دعوت الحكومة الفرنسية الدول العربية و الإسلامية بالتخلي عن فكرة مقاطعة منتجاتها و اتهامها ان من قام بالمقاطعة مجموعة من الإرهابيين المتطرفين ، ولما تراجع ماكرون عن تأييده للرسوم المسيئة للرسول – صلى الله عليه وسلم – مدعياً بأنه تم تحريف كلامه، وهذا إن دل فإن المقاطعة قد أتت  بثمارها في بادئ الأمر ولكن تراخي البعض جعل المعتوه ماكرون يعيد الكره بتصريحاته المستفزة بقوله : ” بأن فرنسا لن تغير حقها لأنه يثير صدمة بالخارج ” دليل واضح وصارخ بأنه ماضٍ في هذا الاتجاه غير مبالٍ بمشاعر المسلمين والاستمرار في هذه المقاطعة ستشكل ضغطاً كبيراً عليه و على حكومة بلاده لتغيير الكثير من سياساتها العنصرية نحو المسلمين هناك وللإسلام بشكل عام. كما نأمل من حكومتنا دعم المنظمات الأهلية و الإسلامية الموجودة في مختلف دول العالم لتقوم بدورها في مجال التعريف بالدين الإسلامي بالصورة الصحيحة كما يجب أن لا تغفل الجانب السياسي والمتمثل في التصعيد الدبلوماسي لإيصال رسالة الرفض والاستنكار عما يحدث من المساس المتعمد بعقائد الآخرين و حتى تستوعب كل دولة ترعى خطابات الكراهية ضد الأديان الأخرى حجم الكارثة التي تسببوا فيها من خلال هذه الخطابات الطائفية المقيتة. وهناك الكثير من الطرق والأساليب التي نستطيع أن نلجأ إليها في سبيل الدفاع عن ديننا الإسلامي و رموزه . لذلك لا غرابة أبدا من من هذا الاستنفار والغضب العارم الذي اجتاح العالم العربي والإسلامي على حد سواء؛ فمن مثل أحمد في البرية فهو الحبيب والشفيع و الولي والأمين والنذير و البشير وهو سيد الأولين والآخرين وأطهر وأكمل وأنقى من أُنجِب على وجه البسيطة قاطبة ودفاعنا عنه – صلى الله عليه وسلم – ليس إرهاباً كما يظنه بعض الجهلة وإنما دفاع شرف نسعى بنيله الفوز بالدنيا والآخرة.متمثلين قول شاعر الرسول حسان بن ثابت – رضي الله عنه – :هَجَوتَ مُحَمَّداً فَأَجَبتُ عَنهُوَعِندَ اللَهِ في ذاكَ الجَزاءُأَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍفَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُهَجَوتَ مُبارَكاً بَرّاً حَنيفاًأَمينَ اللَهِ شيمَتُهُ الوَفاءُفَمَن يَهجو رَسولَ اللَهِ مِنكُموَيَمدَحُهُ وَيَنصُرُهُ سَواءُفَإِنَّ أَبي وَوالِدَهُ وَعِرضيلِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقاءُ