تُمثل الأيام الوطنية فرصة للتعبير عن الفرحة، والإعتزاز بتاريخ الوطن ، والفخر بما تحقق من منجزات والتي أصبحت مضرب مثل بين الأمم، وتُشكّل هذه المناسبة فرصة لتعزيز الانتماء والولاء للوطن، والذي يتطلب منا جميعاً غرسه في الأجيال القادمة للمحافظة على المكتسبات التي حققتها سلطنة عمان في جميع المجالات. إن الاحتفال بالمناسبات الوطنية حق مشروع للجميع ؛ للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة ، على أن تكون هذه الاحتفالات بصورة حضارية تعكس ما عُرف عن مجتمعنا بتمسكه بعاداته ، وتقاليده ، وقيمه الأصيلة ، والابتعاد عن السلوكيات الغير مسؤولة والمخالفة لأنظمة المرور مثل:( السرعة الزائدة في الطرقات أثناء المشاركة في المسيرات ، واخراج جزء من الجسم خارج السيارة ، أو الجلوس على النوافذ، أو إيقاف السيارة في منتصف الطريق ،أو تعمد إصدار صوت من إطاراتها).كذلك ظهرت في الآونة الأخيرة بعض التصرفات الدخيلة على مجتمعنا مثل : رش الماء على الآخرين واستخدام البخاخ الثلجي من البعض ، و الظهور بزي غير محتشم أو به صور أو أشكال أو عبارات تسيء للذوق العام.حيث أن هذه السلوكيات تُعد مخالفة لأنظمة المرور وتؤدي إلى تعطيل حركة المرور، ومضايقة مستعملي الطريق ،وتضع مرتكبيها تحت طائلة المسائلة القانونية وفق ما نص عليه قانون المرور وحدد العقوبات التي تترتب على مخالفة هذه المواد ، ومن جانب آخر فإن ممارسة بعض هذه السلوكيات ربما تؤدي إلى حدوث إصابات لسائقي المركبات ومرافقيهم وأضرار بمركباتهم من جراء رش بعض البخاخات أو رمي بعض الأجسام على المركبات ، تجعل مرتكبيها أمام المسؤولية المدنية حيث نصت المـــــادة (176) من قانون المعاملات المدنية العماني رقم 29 /2013 في الفقرة الأولى ” كل إضرار بالغير يلزم فاعله ولو كان غير مميز بالتعويض “.وتُعد ظاهرة ارتداء الملابس الغير محتشمة وبها بعض الصور والعبارات التي تسيء للذوق العام في مثل هذه التجمعات ظاهرة دخيلة على مجتمعنا العماني، حيث جرَّمه المشرع العماني بمقتضى الفقرة (أ) من المادة (294)، من قانون الجزاء رقم 7/2018، التي أشارت صراحة ًإلى أن الظهور في الطرق أو الأماكن العامة بطريقةٍ تخدش الحياء العام، أو تتنافى مع تقاليد وأعراف المجتمع، معاقب عليه بالسجن، لمدَّة تصل إلى ثلاثة أشهر، وبغرامة تصل إلى ثلاثمائة ريال عماني.وأخيرًا…فإن مثل هذه السلوكيات تتنافى مع كُل القيم التي يتمتع بها الشعب العُماني، فالتعبير عن الفرحة يجب أن يكون بعيدًا عن هذه التصرفات التي بالتأكيد لا تتوافق مع مشاعر الإنتماء الحقيقي للوطن، ويأتي دور الاسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية في حث النشأ والشباب بالابتعاد عن هذه السلوكيات.