انطلقت فعاليات ملتقى الاستثمار الاجتماعي صباح اليوم الأربعاء بولاية صحار الذي ينظمه فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة شمال الباطنة وبشراكة استراتيجية مع مكتب محافظ شمال الباطنة ومؤسسة جسور الذراع الاستثمار الاجتماعي لشركات أوكيو وصحار ألمنيوم وفالي في عمان، وذلك تحت رعاية صاحبة السّمو السّيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السُّلطان قابوس للتعاون الدولي ورئيس مجلس إدارة مركز الاستثمار الاجتماعي التابع لغرفة تجارة وصناعة عُمان وذلك بفندق راديسون بلو صحار.حيث يهدف الملتقى الذي شارك فيه أكثر من (350) شخص إلى تعزيز التفاعل بين القطاع الخاص والمؤسسات الاجتماعية لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الأعمال كما أنه يشكل فرصة تجمع بين رواد الأعمال والمستثمرين والمؤسسات الاجتماعية في سلطنة عمان وخارجها، لتعزيز مفهوم الاستثمار الاجتماعي في قطاع الأعمال، وتبادل الأفكار والتجارب الناجحة، وتحفيز الاستثمار في المشاريع ذات الأثر الاجتماعي الإيجابي.وفي مستهل الحفل، ألقى المهندس سعيد بن علي العبري رئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة كلمة مُشيرًا فيها إلى إن هذا الملتقى هو تجسيد لرؤيتنا المشتركة في تعزيز دور الاستثمار الاجتماعي كأداة فعالة للتنمية المستدامة ولتحقيق التوازن بين العوائد المالية والتأثير الاجتماعي الإيجابي. وقد كان من ضمن فعاليات هذا الملتقى الزيارات الميدانية التي تم تنظيمها بالأمس للمؤسسات التي تمثل الريادة في الاستثمار الاجتماعي بالمحافظة كما سبقه أيضاً الاعداد والتقديم والتقييم لجائزة الاستثمار الاجتماعي والتي شارك بها نحو 29 مؤسسة وقد خضعت لاليات ومعايير واضحة والتي تعكس وجود وفعالية البرامج والجهود المبذولة لتأسيس العمل والاستثمار الاجتماعي في المحافظة والسلطنة.وأضاف العبري : يطيب لنا أن نعلن بأن ملتقى الاستثمار الاجتماعي سوف يتم تنفيذه بشكل دوري لكي يكون منصة متخصصة، لتعزيز الوعي نحو زيادة حجم إسهام القطاع الخاص في ازدهار المجتمع واستدامة البيئة بالشراكة مع القطاع الحكومي والمجتمع. كما أننا قد عزمنا على تكثيف الجهود في مجال الاستثمار الاجتماعي من خلال تشكيل لجنة تُعنى بالاستثمار الاجتماعي بفرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة تهدف إلى المساهمة في تنفيذ توصيات هذا الملتقى وكذلك مساعدة الشركات والمؤسسات نحو تحقيق مفهوم ومبدأ المسؤولية الاجتماعية وايجاد شراكات حقيقية بين القطاعات من خلال خلق فرص للاستثمار الاجتماعي وغيرها من الامور ذات العلاقة.كما قال سعادة الشيخ/ محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة : إن هذا الملتقى يمثل منصة حيويّة تجمع بين أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات لنشر الوعي حول أهمية الاستثمار الاجتماعي ودوره في تعزيز التنمية المستدامة في مجتمعنا. إن الاستثمار الاجتماعي ليس مجرد مفهوم اقتصادي بل هو مسؤولية جماعية تتطلب منا جميعاً التعاون والتنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة، فهو يسهم في تحسين مستوى المعيشة، ودعم الفئات الأكثر احتياجاً، ويعزز من روح التضامن الاجتماعي، كما أن هذا الملتقى يتيح لنا الفرصة لتبادل الأفكار والخبرات، واستكشاف سبل جديدة للتعاون، مما سيمكننا من تحقيق تأثير أكبر في مجتمعاتنا.وأضاف سعادة الشيخ محافظ شمال الباطنة قائلًا: إن دعم المشاريع الاجتماعية والاستثمار في التعليم والصحة والبيئة يعد من أولوياتنا، لأنه يسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، ومن المشاريع التي يجدر بنا الاشارة لها في مجال مشاريع الاستثمار الاجتماعي في محافظة شمال الباطنة هي مبنى اكيو الاجتماعي وحديقة السويق ومظلات الصيادين والمبنى الاستثماري لنادي السويق وسوق لوى للأسماك والخضروات وواحدة غسيل الكلى، واليوم سيتم توقع إتفاقية جسر مجيس بتكلفة تصل إلى مليون وأربعمائة الف ريال عماني بشراكة بين مكتب محافظ شمال الباطنة وشركة اوكيو، وبذلك قد تجاوزت قيمة المشاريع الاجتماعية الإجمالي في المحافظة ستة ملايين ونصف ريال عماني خلال عامي( 2023 – 2024). كما أكّد الاستاذ الدكتور علي آل إبراهيم نائب رئيس اللجنة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية: بأن تحفيز المستثمرين لاعتماد الاستثمار الاجتماعي من خلال إبراز الفوائد الاجتماعية والبيئية لتلك الاستثمارات بشكل يعزز السعي وراء هدفين في وقت واحد – عوائد الاستثمار والعوائد الاجتماعية أو البيئية – أكثر فعالية من السعي وراءهما بشكل منفصل. فنحن في الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وبالشراكة مع منصة تجسير لريادة الأعمال المجتمعية الرقمية التابعة لها ، سنقدم في هذا المحفل العلمي مبادرة نوعية نسعى من خلالها لتوظيف أدوات الاستثمار الاجتماعي لتحقيق تعظيم للعوائد المجتمعية من المنتجات والخدمات المهنية التي تقدمها الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية ، وكذلك دعم لجهود التمكين الإقتصادي للأفراد في منطقتنا العربية.وتضمّن المتلقى الجلسة الحواريّة الأولى بعنوان: استثمار الأعمال الاجتماعية، وتحديد الأولويات في سلطنة عُمان. حيث شارك في الجلسة عدد من المتحدثين؛ منهم المهندس سعيد بن علي العبري رئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة شمال الباطنة، والاستاذ الدكتور علي آل إبراهيم نائب رئيس اللجنة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية، والفاضل المعتصم بن سعيد السريري مدير عام القيمة المحليّة المضافة بجهاز الاستثمار العماني، والفاضل أحمد بن مسلم كشوب المدير التنفيذي لمركز الاستثمار الاجتماعي التابع لغرفة تجارة وصناعة عُمان. وأدار الجلسة الحوارية الفاضل جابر بن سليمان البوسعيدي المدير التنفيذي لمؤسسة جسور، عضو اللجنة الرئيسية لملتقى الاستثمار الاجتماعي. وقد ناقشت الجلسة عدة محاور أبرزها تعريف بمفاهيم الاستثمار الاجتماعي ودمجها في استراتيجيات الأعمال، وتحقيق التوازن بين العوائد المالية والتأثير الاجتماعي، وتحديد أولويات الاستثمار الاجتماعي في سلطنة عُمان، وتفعيل دور الشركات في التفاعل مع احتياجات المجتمع، وتنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص لزيادة المشاريع الاجتماعية.وجاءت الجلسة الحوارية الثانية بعنوان: التشريعات المعززة للاستثمار الاجتماعي في سلطنة عُمان، وشارك في هذه الجلسة المهندس عماد سعد خبير الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، رئيس شركة بيئة أبوظبي، والمهندس حميد بن صالح المسلماني مدير عام مركز دعم التنفيذ بوحدة متابعة رؤية عُمان ٢٠٤٠، والدكتور حامد بن عبدالله البلوشي، مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية. والفاضلة موزة بنت محمد البكريّة مديرة دائرة تنظيم المسؤولية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية. حيث أدار الجلسة الحواريّة الدكتور علي بن سالم البادي أستاذ القانون التجاري المساعد بكلية البريمي الجامعية.حيث تناولت الجلسة عدد من المحاور أبرزها؛ تبني التشريعات والسياسات الداعمة للاستثمار الاجتماعي في سلطنة عُمان، وتصميم استراتيجيات لجذب الاستثمارات الاجتماعية متوائمة مع رؤية عُمان ٢٠٤٠، تقديم مقترحات تحسينات قانونية لدعم المزيد من المشاريع ذات التأثير الاجتماعي، وتشكيل شراكات مع المؤسسات المحلية والاجتماعية والمؤسسات الحكومية، وتعزيز الشفافية في أداء برامج ومشاريع الاستثمار الاجتماعي. وفي سبيل استعراض التجارب المحلية الرائدة في مجال الاستثمار الاجتماعي، قدّمت الفاضلة آمنة الشيزاويّة أخصائية تواصل مؤسسي بمؤسسة جسور عرض تجربة محلية، حيث تطرقت الشيزاوية إلى دور مؤسسة جسور في إنشاء المشروعات ذات الأثر الاجتماعي. وتعتبر جسور أول مؤسسة غير ربحية للقطاع الخاص تعنى بمجال التنمية الاجتماعية المستدامة في سلطنة عمان، حيث تأسست المؤسسة في عام 2012 برؤية مشتركة من كبرى الشركات العاملة في منطقة ميناء صحار الصناعي، وتعد شركة فالي وصحار ألمنيوم وأوكيو من الشركات المؤسسة لجسور. وقدمت المؤسسة منذ إنشاءها عدد من المشروعات في قطاع الصحة والبيئة، وقطاع الثقافة والرياضة، وقطاع ريادة الأعمال، والتعليم من أجل العمل. كما استعرض الفاضل/ حمد الصفّار مدير إدارة ريادة الأعمال بمركز الإنماء الاجتماعي تجربة دولية في مجال الاستثمار الاجتماعي تمثّلت في إنشاء مركز الإنماء الاجتماعي بدولة قطر الذي تم تأسيسه في عام 1996، وفي عام 2013 أدمج المركز ضمن المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي التي انشأتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بهدف تعزيز التنمية الاجتماعية والبشرية في قطر. ويهتم المركز في تطوير قدرات الشباب والرفاه الاجتماعي، ودعم ريادة الأعمال. كما يسعى المركز إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 بالتركيز على التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. وخلال الملتقى تم توقيع اتفاقيات المبادرات والمشاريع الاستثمارية الاجتماعية، حيث تم توقيع برنامج تعاون مشروع الواجهة البحرية في محافظة شمال الباطنة بين مكتب محافظ شمال الباطنة وأوكيو للمصافي والصناعات البترولية ش م م، حيث وقع عن مكتب محافظ شمال الباطنة المهندس ناصر بن أحمد الهنائي مدير عام بلدية شمال الباطنة، وعن شركة أوكيو الفاضل فيصل بن أحمد البلوشي نائب الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والتكنولوجيا وثقافة العمل.كما عرضت شركة فالي تقديم الدعم عن طريق إنزال شعاب صناعية ثلاثية الأبعاد وتبرعت بعدد 12 شعاب صناعية ثلاثية الأبعاد وزن كل وحدة لا يقل عن 3 طن بمبلغ 39 ألف ريال عماني بولاية لوى. حيث وقع الاتفاقية عن شركة فالي في عمان لتكوير خام الحديد ش م م، الفاضل عبدالله بن سالم السعدي المدير العام للشؤون المؤسسية والإدارية، ووقع عن المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالمحافظة المهندس عبدالله بن محمد الهدابي.كما صاحب ملتقى الاستثمار الاجتماعي تقديم ورشتين، الأولى تناولت الابتكار في الاستثمار الاجتماعي في مجتمع الأعمال قدمها الاستاذ الدكتور علي آل إبراهيم نائب رئيس اللجنة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية، متناولًا فيها تعريف الاستثمار الاجتماعي وأساسياته، وتوضيح الفرق بين أهداف الاستثمار الاجتماعي، وأهداف الاستثمار التجاري، ومبادئ الاستثمار الاجتماعي في المنظمات، وذلك بمشاركة نحو (35) مشاركًا. أما الورشة الثانية تناولت منهجيات بناء نموذج فاعل لمشروع استثماري اجتماعي، قدمها الفاضل/ عبدالمجيد بن يحيى الريسي مدير مشاريع بمؤسسة جسور، حيث تناول خلالها مقدمة عن الاستثمار الاجتماعي ومفهوم المسؤولية الاجتماعية، ومنهجيات بناء نطاق عمل لمشروع اجتماعي مستدام، وخطوات قياس الأثر الاجتماعي، بمشاركة نحو (35). وفي ختام الملتقى، تلى المهندس سعيد بن علي العبري عددًا من التوصيات التي خرج بها ملتقى الاستثمار الاجتماعي؛ منها إنشاء لجنة للاستثمار الاجتماعي بمحافظة شمال الباطنة، وإنتاج دليل موحد لمفاهيم وقيم الاستثمار الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية يحمل مواصفة عُمانية خاصة ، تنسجم مع البيئة والثقافة المحلية وتراعي خصوصية المجتمع العُماني، والعمل على إصدار قانون يتضمن الحوافز للمستثمرين الذين يمولون المشاريع الاجتماعية ،وتسهيل التشريعات والأطر القانونية لتمكين المؤسسات الاجتماعية، والقيام بحملات إعلامية وورش تدريبية مركزة لرفع مستوى الوعي وترسيخ ثقافة الاستثمار الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية، وتشجيع المسابقات والفعاليات الداعمة للتميز في الاستثمار الاجتماعي ومنها توسيع نطاق وآلية عمل جائزة شمال الباطنة للاستثمار الاجتماعي، تأهيل كوادر متخصصة في الاستثمار الاجتماعي بمحافظة شمال الباطنة، واستمرارية إقامة ملتقيات الاستثمار الاجتماعي سنويا أو دوريا على المستوى الخليجي أو العربي والإقليمي.