مقال: إبداع شبابنا في الخارج يستحق الدعم بقلم : سلطان بن ناصر القاسمي

اخبار الولاية

‬‫كثرت في الآونة الأخيرة الحركة الثقافية لدى الشباب العمانيين المبدعين فنجد هناك حراكا كبيرا جداً في إيصال اسم عمان في الخارج فنجد تسابقاً في إقامة الأمسيات الثقافية والمعارض والملتقيات، والتي تسعى إلى نشر اسم عمان وتعزيز الروابط الثقافية مع العالم الخارجي.‬‫ وفي هذا الإطار ومن خلال تواجدي في الأيام الماضية في دولة الكويت، وحضوري للملتقى الثقافي “عمان في قلب الكويت”، أجد مشاركة جميلة للشباب المثقف في إيصال رسالة ثقافية جميلة بجهود ذاتية، يدفعهم في ذلك حبهم لعُمان الغالية وفي إيصال إبداعاتهم الثقافية في إطار تعاون مشترك للعديد من الفنانين بين الدولتين الشقيقتين. والملتقى الثقافي عمان في قلب الكويت ما هو إلا تجسيد لتلك الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين.‬‫واشتمل الملتقى على العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، ففي اليوم الأول تم إقامة معرض للفنون التشكيلية، حيث أظهر من خلالها الفنانون العمانيون إبداعاتهم وذلك بلوحات أبرزت من خلالها مدى قوة ومتانة العلاقة التي تجمعهم بدولة الكويت الحبيبة، حيث قام سعادة سفير سلطنة عمان بدولة الكويت الدكتور صالح الخروصي، وبرفقة رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين الدكتور نبيل الفيلكاوي، والفنان القدير الدكتور طارق العلي بافتتاح المعرض، حيث ضم العديد من اللوحات التشكيلية الجميلة، التي مزجت بين اللوحات الزيتية والأعمال النحتية على الخشب، بينما تجول الحضور في أروقة المعرض مُعبرين عن إعجابهم وتقديرهم لإبداعات الفنانين العمانيين، وما قدموه من لوحات عبرت عن مدى حب وعمق الترابط بين البلدين الشقيقين.‬‫وفي اليوم الثاني من الملتقى كان للإبداع الشعري والفني مكان، حيث قدم الشعراء العمانيون نذكر منهم: الشاعر عامر الحوسني والشاعر سيف العلوي والشاعرة العمانية أمل الصقري وصلات في الإبداع الشعري، وكانت قصائدهم في حب الكويت وشعب الكويت، وانعكس ذلك على عنوان الملتقى عمان في قلب الكويت.‬‫بعد ذلك شاركت فرقة شباب عبري بمقطع مرئي لمسرحية فكاهية من إبداعاتهم تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وبعد ذلك قدم شباب عمان من الطلبة الدارسين في الكويت وصلات موسيقية وغنائية جميلة ساهمت في جمالية الملتقى الثقافي، وفي اليوم التالي قام سعادة السفير باستقبال وتكريم الفنانين المشاركين في الملتقى.‬‫لكن تظل هناك استفسارات وتساؤلات تُثار: أين دور الجمعيات الثقافية؟ وأين دور الجهات المعنية؟ لماذا لا يوجد تنسيق أفضل بين الفنانين والجهات المعنية قبل المشاركة في مثل هذه الفعاليات؟ هذه الأسئلة تستحق الاهتمام، وتحتاج إلى بحث دقيق وإجراءات تحفيزية لدعم الإبداع والتفوق الثقافي والفني للشباب.‬‫لنكن واضحين، هؤلاء الشبان الذين قاموا بتنظيم هذا الملتقى ومشاركتهم فيه، تكبدوا تكاليف السفر والإقامة بأنفسهم، وهم يحملون رسالة ثقافية وفنية مهمة تعزز العلاقات الثقافية بين عمان والكويت، لذا، نحن بحاجة إلى دعمهم، سواء من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، حيث إن هؤلاء الشبان هم النماذج المشرفة للشباب العماني المخلص والموهوب، ويجب دعمهم بشكل مناسب.‬‫في الختام.. أود أن أوجه نداءً للجهات المعنية لدعم هؤلاء الشبان الموهوبين الذين يعملون بجد لتعزيز العلاقات الثقافية بين سلطنة عمان وبين الدول الشقيقة والصديقة، علينا أن نتجاوز تكاليف السفر والإقامة ونقدم لهم الدعم المادي والمعنوي الذي يحتاجونه. هؤلاء الشبان يمثلون الأصوات الواعدة والموهوبة في عمان، ويجب أن نكون داعمين لهم لضمان استمرار نجاحهم وتقديمهم للعالم.‬‫لنكن شركاء في تمكين هؤلاء الشبان ودعمهم في رحلتهم لنقل إبداعاتهم الثقافية والفنية إلى أبعد الحدود، وليبقى اسم عُمان مشرقًا ومتألقًا في العالم.