#مقال/مُت فارغاً ✍️بقلم / منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية

من الوهلة الأولى سيلفت انتباه القارئ عنوان المقال “مُت فارغاً”،الذي يحمل بين طياته الكثير من العبارات التي لابد لنا أن نعرفها، ولماذا اخترت الكتابة بهذا العنوان؟!بينما كنت أنتقي أحد الكتب لأقرأها تقدم الكتاب الذي يحمل عنوان المقال الكتب من بين الرفوف ،رغم أني قرأته مرارًا إلا أنه جاء في وقت ليشحن بها همتي ،وودتُ أن أشحن همتكم أيضا ولا أبخل بها عليكم.هكذا لابد لنا أن نكون، نشحن همم بعض كالبطاريات التي تحتاج للشحن بين الفينة والأخرى،بعد أن تفقد شيئا من قدرتها على المواصلة، ولربما بعد اللجوء لدائرة الراحة التي لم نعتاد عليها.اعترف بأنني منذ مدة لم أكتب مقالاً،رغم خبي للكتابة،ولبعض الأعمال التي كنتُ أخرجها لمجتمعي ،إلا أنني أجد نفسي أُسوف وأدع التأجيل في المقدمة،هنا جاء هذا الكتاب ليعيد لي همتي ولأشارككم استعادة الهمم معكم.علينا أن نغرس بذور اليوم لنحصد لاحقاً،فكل يوم هناك بذور لابد أن تغرس لنحصدها،ونرفض السماح لحياة الخمول والراحة والخوف والألفة والكبرياء التي قد تمنعنا من اتخاذ إجراءات تجاه طموحاتنا التي لابد لنا أن نصل إليها.لدينا الكثير من الإسهامات في هذا الكون لنقدمه للعالم،فجميعنا يمتلك الموهبة والشغف وهناك خبرة فريدة لابد لنا أن نستغلها وألا نعطيها حقها وإلا ستموت مع مرور الوقت والأيام.”مُت فارغاً” لمؤلفه تود هنري عبارة وجدتها تحفيزية تجعلني أُخرج كل ما في جعبتي حتى لا تدفن معي إن رحلت،فكثير من الإبداعات والأفكار رحلت كما رحل صاحبها ودفنت معه،فدعونا نخرج المارد الذي بداخلنا.المغامرة ليست سهلة فعلينا بالمضي قُدماً إلى أبعد الحدود، وإلا لن نستكشف الطرق المؤدية لتحقيق النجاح والتميز ولن نصل،فالحياة العادية لا تحدث فجأة ،ولكنها تتطور شيئا فشيئا.. فلماذا نحن نخاف من التغيير مادمنا بدأنا؟! فلنواصل ما ماقمنا به ،ولنجعل حياتنا حياة مليئة بالإنجازات العظيمة التي يمكننا أن نفتخر بها ،بعد كل عناء نصل له.لنبني مجدًا نفتخر به ،نعم سنتعب ،وستداهمنا لحظات الاستسلام المخيفة التي تخيفنا في منتصف كل عمل نسعى إليه،ولكن أياك أن تستمع لتلك الكلمات التي تحاول أن تهبط من معنوياتك، بل حاربها وكل فكرة تجول بخاطرك وعقلك دعها تحلق وتخرج للبشرية لعلها تغير مجرى العالم ومن هم حولك ،إياك والاستسلام.”مُت فارغاً” هي مخيفة وذكر الموت ربما مخيف،لكن لا تحمل شيئا معك إلى قبرك ،فلن يستطيع أحد أن يرغمك على شيء ما تود فعله ما لم تكن لديك الإرادة الداخلية النابعة من داخلك.،وتذكر قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام:”إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها” فمت فارغاً وحتى لا تندم إن تقدم بك العمر وبداخلك فكرة أعمال إبداعية لتخرجها لهذا العالم،جاهد لأجل فكرتك وأعمالك بقيمك ومبادئك واعمل وكأن هذا الكون لك وحدك..