الأم هي عالم واسع ممتد لأبعد مكان ولأبعد مدى؛ هي الحياة بأكملها، الأم هي العنيدة أمام كل التحديات التي تواجهها وعندما تواجهنا وتتمرد عليها، رغم أنف الحياة،بقوتها وصلابتها ولكل منا قصته المميزة في أمه وحبيبته ،التي هي لحن الحياة وماءها الذي لا ينضب بعطاءه والواسع في حبها..في الحادي عشر من مارس من كل عام يحتفل العالم بيوم الأم وهو تقديرا لها لما تقوم به من واجبات وأعمال وصنيع حب تصنعه لنا على طبق من حب بلا تعب وبلا تأفف منها،وهي لا تحتاج ليوم فكل الأيام لها، كل يوم وهي قلب نابض ومشاعر فياضة وروح متوهجة لأجل أبناءها ومن حولها..هنا لا تسعني الحروف لأكتب فضائل أمرأة كريمة وعظيمة، لم تبخل يوما علينا بشيء، أعطت بسخاء، تفهمنا بلا حروف وبلا تمتمات، من نظرة عين فقط تفقه مُرادنا..لأمي وأمهاتكم ألف تحية وتقدير لما بذلته لأجلنا حب لا يوصف وحروف تعجز عن وصفها..فعندما أحببتُ أمي عشقتُ الحياة معها، وعندما أحببتُ أمي رأيتُ النور يُحيط بي وشاهدتُ كل ألوان الحياة ورونقها تحلق معي في سمائي الصافية كألوان قوس قزح السبعة.كيف أكتب عن امرأة أحبها ويفوق حبي لها كل قدراتي المحدودة فإنني لا أجيد لغة الحب لها، وكيف لي بالبوح عن حب لا أعلم هل بإمكاني أن أصفه أم لا؟! كم أنا عاجزة أمام كلماتي وتأبى أن تخرج لتصف هذا الحب الذي لا يوصف لأمي وحروف اللغة لا تنقذني في ذلك،بل تزيدني عسرا فوق ما أنا به، محاولة كتابته ولا تسعفني في ذلك؛ وكأنها تتآمر عليّ خوفا من أن أنطق بكل ما في جعبتي وهي تعلم بأنني لن أستطع..فكل حب وعطاء من أمي له طعم لا يوصف، وأعلم بأن أمي وأمهاتكم تختلف عن غيرها، فهي قطعة من جنة الله علينا فلنحسن لهنَّ بكل بقدر حبهنَّ وعطائهنَّ اللامحدود الذي لن نستطيع أن نوفي حقهنَّ مهما أحسنّا لهنَّ..فلأمي ولكل أمٍ على وجه الأرض تحية حب مزدانة بأكاليل من الزهور، وزمرد وجواهر تلتف حول عنقها وتاج الحب يعلو رأسها..ولكل أم وراى جثمانها الثرى لها من الفرودس مسكن ودعوات الرحمة تلفها وبرداً وسلاماً لروحها.