مقال : أمي جنتي بقلم : عائشة بنت سليمان القرطوبي

اخبار الولاية

أراك يا أمي أجمل من رأيت و من كَفّيْكِ طهراً إرتويت لئن قالوا الحياة أقول أمي ، بحب منك يا نبعي إستقيت . أكتب لك يا أعظم النعم ، وأغلى المنح، يا حبيبة القلب، وروح الحياة، أمي يا أكبر معاني الحب و العطاء و الحنان و التضحية ، يا نهر يعطي بكل سخاء بلا تعب ، و بلا مقابل ، لا ينضب و لا يجف، يتدفق بالعطف و الحنان ، فتحملي همومنا في تدفقك و تمسحي أحزاننا و دموعنا ، ليثقل حِمْلُكِ لتخففِ عنا ، أمي يا طريقي للجنة ، فوجب علينا أن نسلك هذا الطريق المَسْلَك الحَسَن ، برضاك، بالإهتمام بك بخدمتك بإسعادك ، لا أقول برد الجميل و العطاء مقابل عطائك،. لأننا مهما بذلنا و مهما و مهما فعلنا و مهما تحدثنا لن نوفيك حقك طول حياتنا ، لعظم عطائك، أمي كل لحظة و كل دقيقة و كل ساعة و أنتِ سرّ سعادتي ، كل وقت يمر في عمري وأنتِ روعة بهجتي ، كل يوم وأنتِ نور مسيري ، لكِ مني أروع الأماني، وأرق التهاني، يا حبيبة قلبي، وجمال يومي وغدي . أمي عيدك ليس يوم في السنة ، بل وجودك في كل حياتي عيد ، كل لحظة استشعر وجودك في حياتي عيد ، أمي أنت دوائي لكل آلامي و أوجاعي فأنت لي الطبيب ، أنت معلمتي علمتني و لا زلت تعلمينني الكثير، مرشدتي ترشديني إلى الصواب ، كلما أخطأت ، ملهمتي منك أستمد قوتي و أستمر في حياتي ، بلمسة منك تجلو كل أحزاني ، و تختفي كل أوجاعي ، أصمد و أقوى حين أسمع صوتك الملىء بالدفء و الحنان ، بدعائك أمضي قدماً، أمي أنتِ تاج على رأسي يزينه ، أنت النبع الذي أستمد منه أسمى مبادئ حياتي ، أنت صنعتني فأحسنتي تربيتي ، فحينما أنحني لأقبل يديكِ وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك وأستجدي نظرات الرضا من عينيكِ، حينها فقط أشعر بالراحة و القوة، لأصمد و أقف بكل فخر ، أمي يا ملاذي الآمن ، أمي شمعتي المقدسة التي تضىء حياتي و حياة أخوتي ، بل و يمتد نورها و عطائها لكل من حولها ، فحنانك و عطاؤك لا ينتهي ، و ليس له حدود ، يكفي لكل من حولك ، بل يمتد لتعطي أبنائنا ، لتكوني للجميع القلب الحاني ، المعلم ، المربي ، المصلح، المرشد ، عيدك بوجودك في كل وقت يمر علينا ، أطال الله في عمرك و حفظك من كل مكروه ، و أدامك لنا شمعة تنير حياتنا ، طبت و عشت و دمت لنا منبعاً للحنان و القوة . و أطال الله في أعمار جميع الأمهات. و أخيراً نصيحتي للجميع أن يستغل وجود أمه ببرها و كسب رضاها و ألا يضيع دقيقة واحدة ليكون رفيقها في أعلى منازل الجنة. و ينال بركتها طوال حياته.