مقال/انتخابات المجلس البلدي ومتطلباتها من المترشحين والناخبين بقلم : سلطان بن ناصر القاسمي

اخبار الولاية
تشتد هذه الأيام وتيرة الحراك للترشح في المجالس البلدية، حيث نشاهد الدعاية تنتشر في كل مكان، وتتوالى الزيارات، ويزداد التواصل عبر الهواتف لكسب ثقة الناخبين، ونلاحظ أن فئة قليلة من المترشحين هم من عملوا على طرح رؤيته الانتخابية، وعرض أهدافه، وتطلعاته، بدلا من هذا التنافس الشكلي على الدخول في عضوية المجلس البلدي من خلال ندوات يقوم بها هذا، وذاك، هنا، وهناك.نعم، إن ما يفعلونه هو أمر جيد لكسب ثقة الناخب، ولكن تتراءى – في هذا السياق- في ذهني عدة تساؤلات،من أهمها الآتي:- هل المترشح يعي تلك القوانين، ويدرك أهداف المجالس البلدية، وحدود صلاحياتها الاجتماعية؟.- وهل وضع لنفسه أهدافا معينة، محددة، يقوم من خلالها بخدمة المجتمع في ولايته، ورفع شكواه، وما يئن به في حياته وحياة ذويه؟.- وهل لدية القدرة الحوارية، والأساليب الإقناعية في طرح أفكاره، ولديه إمكان تنفيذها.- أم أنه حصر فكره في الظهور المجتمعي فقط؟. إن هذه الفترة من فترات المجلس البلدي تختلف عن سابقاتها من حيث تقليص عدد المنتخبين للمجالس البلدية، وكذلك لمسايرة، وتلبية تنفيذ رؤية عمان ٢٠٤٠م ، ومتابعة للنهضة المتجددة في ظل قيادة مولانا جلالة السلطان :”هيثم بن طارق” المعظم- حفظه الله ورعاه- للنهضة المتجددة للسلطنة.لذا ، فهناك متطلبات وتبعات على كل من الناخبين، والمترشحين المحترمين.** فعلى الناخبين حسن اختيار الشخصية الواعية، والمدركة لاحتياجات المجتمع، تلك الشخصية القادرة على تلبية متطلبات الشارع العماني في طرح الأفكار الصالحة للتطبيق ، والخطط القويمة التي من خلالها تستطيع الجهات المعنية في كل محافظة دراستها، وتنفيذها.** أما الشخصية المترشحة التي ترى من نفسها العطاء الصادق، وبذل الجهد المرشد لخدمة عمان فأهلا بها وسهلا، وأما الشخصية الضعيفة غير المتسلحة بالعلم والرؤى الملحة، والقابلة للتطبيق، والتي ترى أنها لا تستطيع أن تفعل شيئا يذكر، أو أنه لا يمكنها أن تقدم ما هو مفيد للبلد، فمن وجهة نظري أرى أن الانسحاب أفضل لها من خوض سباق هذا الترشح؛ لأنها ستكون حسرة وندامة عليها إن رصد ضعفها، وطلب المجتمع إبعادها لضعفها.** كما أنه على الناخبين كذلك إدراك من هو الأفضل فكريا، وعلميا في خدمة المجتمع دون التحيز المقيت، أو التعصب المذموم بأن يرتكن إلى فئة معينة تعصبا وتحيزا، بينما لا توجد أسباب وجيهة معينة تدفعهم إلى عدم اختيار الأجدر، والأنفع، والأصلح لبلادنا العزيزة الغالية.إن عمان أمانة، فيجب المحافظة عليها، من خلال صوتك الذي يجب أن تضعه في مكانه الصحيح.** نعم، صوتك أمانة، وأنت مسؤول عنه يوم القيامة. وهذا ينطبق كذلك على ترشيحات مجلس الشورى، التي نتطلع من خلالها- نحن كمجتمع متحضر- إلى مشاركة الحكومة في وضع الخطط، والاستراتيجيات، والرؤئ التنموية لبلدنا العزيز عمان.من وجهة نظري أنه ليس هناك بلد فقير في العالم، وإنما هناك عقول تكسل أو تنشط، وأهداف راصدة للواقع بكل وعي، وأخرى لها أهداف دون ذلك، والمسألة تختلف من بلد إلى آخر.نحن نريد رجالا أكفاء يدركون مكانة عمان، ووضعها دوليا، ويفقهون كيفية تحقيق الخطط النافعة، والاستراتيجيات القيمة لبلادهم؛ للنهوض بها في كافة المجالات، وعلى مختلف الأصعدة. حفظ الله عمان الخير، وسلطانها المفدى.