مقال/ اللغة العربية لغة الحضارات والثقافات الإنسانية.✍️بقلم/منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية

الثامن عشر من ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي للاحتفاء بيوم اللغة العربية لغة الضاد ،اللغة الأكثر بلاغة وقدرة على وصف ما تكتم وتخفي قلوبنا وعلى التعبير عمّا يجول في أذهاننا وخواطرنا ونفوسنا،هي معجزة بحد ذاتها،وهي اللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون معجزة أفصح الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- والتي نزلت بها، حيث قال عزوجل: “إنّا أنزلناهُ قُرآءناً عربياً لعلكم تعقلون”لغتنا ساحرة، فريدة،فلما لا نجرب التلذذ بها والاستمتاع بمصطلحاتها المتنوعة؟ فمن المحزن جدا أن نخلط بعض كلماتنا التي تكتب باللغة العربية بكلمات أعجمية بداعي التحضر وكأنّ لغتنا لا تفي بالغرض مع أنها لغة غنية بمفرداتها، وأكثرها فصاحة وبيانا وأكثر اللغات دقة بالتعبير، وأكثرها تميزاً ومع ذلك نهرب منها إلى بديل آخر والتي قال عنها رسولنا الكريم عندما وصفها: “إنّ من البيان لسحرا”.ربما أكون إحدى المدققات لبعض الكلمات التي تثير غيرتي للغتنا الأم وأنا أرى تلك الأخطاء الفادحة على اللافتات في الشوارع أو على المحال التجارية والإعلانات على التلفاز وغيرها،وما بين همزة الوصل والقطع وما بين الكسرة والفتحة،هكذا ونحن الأمة العربية التي ينبغي عليها أن تكون أكثر الأمم فصاحة وإلماما وفخرا بلغتها. حيث استمات الأديب العالمي نجيب محفوظ دفاعاً عن جمال اللغة العربية الفصحى خلال مشواره الأدبي واستخدمها على لسان شخصياته مما لقي الكثير من الانتقادات وأيده في ذلك عميد الأدب العربي طه حسين حيث كانت كتاباته باللغة الفصحى ولم يستخدم العامية حتى في الحوار بين الشخصيات إلا أنه كذلك لقي من الانتقاد ما لقيه نجيب محفوظ في ترك لهجتهم الشعبية. نحن هنا لنصون لغتنا العربية الفصحى من كل التعثرات والعوائق التي تواجهها منّا وما وصل إليه أبناؤنا من تدني في استخدام اللغة العربية وما آلت إليه على ألسنتهم وألسنة بعض الناس وتعثرهم عند النطق بها أو كتابتها،واستبدالها بكلمات غير عربية،وتشجيعهم على لغات أخرى. فأنا لا اكتب إلا لغة في فؤادي سكنت منذ الصغر هي لغة الضاد سأظل أتغنى بها إلى أن يندثر جسدي ويواري الثرى، فكيف لي ذلك وهي انتمائي وإنّي فخورة بها عشقتُ بها القصيد من كل قلبي وكل ما يحب يسير فالعشق والحب لها لؤلؤة مصونة وستظل بين أيدينا وفي بحورها أترنم وبحسنها الخفي المكنون إبداع فهي عروس اللغات وتاجها. إن في جعبتي الكثير لأقوله وأن اللغة العربية لا تحتاج ليوم واحد لنحتفي بها بل علينا أن نسلط الضوء عليها كل يوم يمر علينا ونُذكّر بها أنفسنا ونطورها في ذواتنا، وسأكتفي بهذا وأنهي قائلة: “رب الكون أعلم بخلودها حتى وإن سعى أحدهم لإطفاء أمجادها في الأرض”إنها لغة خالدة وستظل خالدة..