#مقال/حافلات مدرسية آمنة بقلم/منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية

مع قرب بداية عام دراسي جديد، نأمل فيه تغيرات واحترازات وقائية جديدة وقوانين صارمة، من أجل الحفاظ على أرواح بريئة ليس لها حول ولا قوة، وقبل بدء هذا العام الدراسي، نأمل العودة المنتظرة بأمان دون حوادث أو نسيان طالب- لا قدر الله- في الحافلات المدرسية، إذ تعد هذه الظاهرة من المشكلات التي تشغل بال الكثيرين وهي من أهم التحديات التي تواجه الأمن والسلامة في منظومة الحافلات المدرسية.نعم، ربما انتابتني الرغبة في الكتابة بهذا الموضوع، الذي لابُد للجميع من معرفته ووضعه في مقدمة الاجتماعات المدرسية التي يعقدها المديرون والمشرفون على المدارس، وحتى لا تتكرر تلك المأساة، فكل طفل وطالب هو أمانة لدى أي مؤسسة تعليمية ينتمي إليها، فسائق الحافلة والمؤسسة لديهم أمانة لابد لهم من المحافظة عليها.وأكد عدد من التربويين أن حوادث نسيان الطلبة في الحافلات المدرسية، التي راح ضحيتها عدد من الطلاب ترجع إلى عدة أسباب: منها ما هو مرتبط بالإهمال وعدم المتابعة، وبعضها الآخر يتعلق بأسر الطلبة والمدرسة والحافلة، فقبل أن يحدث ما لا نرجو حدوثه علينا أن نسارع بالتوعية وعمل ما يتوجب علينا إحداثه من تغييرات وقوانين لنحد من تلك الحوادث.وفي كل مؤسسة تعليمية لابُد من وضع قوانينها الخاصة، ولكل منها طرقها وأساليبها الإبداعية في ذلك، وبالأخص وجود المشرفة بجانب سائق الحافلة التي ستقوم بدورها داخل الحافلة لتفادي حالات النسيان المفاجئة.ولتفادي تلك الحوادث السنوية التي ما تلبث أن تحدث، علينا أن نضع عدة حلول من بينها استخدام التقانة الحديثة في الحافلات المدرسية، كتركيب الحساسات التي تسمى “السنسر” التي يمكن من خلالها أن تنبه بوجود طفل بالحافلة، وكذلك تفقد الحافلة بعد نزول الطلبة منها ومعرفة عدد الطلبة عند ركوبهم وهكذا عند الصباح وبعد العودة للبيوت مع وجود سجل في يد المشرفة للتأكد من عدد الطلبة وعددهم وأسمائهم مع معرفة الطالب الذي تغيب في ذلك اليوم، ولا بُد من وجود كاميرات مراقبة يتم ربطها بالحافلة مع المدرسة لكشف خلو الحافلة من أي طالب، تحسبًا لاحتمالية نسيانه، في حال تواصل ولي الأمر مع سائق الحافلة في حال التأخر غير المعتاد عليه لطفله. الطرق كثيرة والأفكار مُتعددة، وعلينا أن نعي أننا جميعا مسؤولون عن أرواح بشرية سنسأل عنها، ولنعلم أن القانون يُحمل سائقي الحافلات المدرسية المسؤولية حال وقوع مثل هذه الحوادث، وذلك باعتباره المسؤول عن التأكد من خلو الحافلة من الطلبة عند الركوب والنزول.ربما سيطول مقالي هذا ولن ينتهي إلا بعد أن ينتبه الجميع لتلك المشكلة المؤرقة، وألا يكون هناك استعجال واللامبالاة من سائق الحافلة والتفحص المستمر، ويحتاج لنشر التوعية من البيت، ومن ثم المؤسسة التعليمية وعقد دورات تدريبية للسائقين والمشرفين وجميع الفئات، ووجود حملات إعلامية مكثفة عبر قنوات الإعلام الرسمي، وبرامج التواصل الاجتماعي، ولا ننسى توعية الطلبة أنفسهم وكيفية طلب المساعدة في حال تم نسيانهم لا سمح الحال إن لم يكن النوم والنعاس سبقهم، والأفكار كثيرة التي هي في جعبتي.لنكن يدًا واحدة ومتكاتفة من أجل اطمئنان وحافلات مدرسية آمنة، وعاد دراسي آمن وبلا حوادث نسيان بأسباب نجهلها. نحن جميعا عينا ساهرة لأبنائنا الطلبة ولأرواحهم حُراساً وعين الله تحفظهم من كل سوء ومكروه.وكل عام وطلبتنا بخير وعافية وكوادرنا التعليمية مبدعين ومنجزين، وعاما دراسيا مفعما بالإنجازات العظيمة لعُمان الحبيبة.