“نودع راحلاً ونستقبل زائراً” ✍بقلم/منى بنت حمد البلوشية.

اخبار الولاية
ها نحن نقلب صفحة من التقويم الهجري، نودع فيه ماحدث من لحظات حزينة كانت أم سعيدة التقينا تعاهدنا وافترقنا فرحنا وتألمنا، ولن تصبح سوى ذكريات لعامٍ مضى، وما حققنا من إنجازات وطموحات. سنودعهُ بوقفاتٍ من التأملِ لنرى ما قد فاتنا به، وما لم نقم به وربما لم نستطع وضع خطتنا له جيدا، إنه عامٌ رحل ولن تعود صفحاته ،وها هي سقطت آخر ورقة من التقويم للعام الهجري1443،كتساقط أوراق أشجار الخريف. فنحن نودّع راحلاً ونستقبل زائراً جديداً ليفتح لنا آفاقاً جديدة لتحقيق ما لم نستطع أن نحققه فيه،وما لم نستطع إكماله وله بقية. هنا قف نظرة تأمل وتحدث مع ذاتك قليلا دون أن تنظر للوراء كثيراً ،فما الذي قصّرت به في جميع النواحي الروحية والاجتماعية والمعنوية والذاتية فالذي رحل لايعود، تأمل وحاسب نفسك، فكم من توبةٍ أخرتها وكم مرة أجلت بها لتحفظ شيئا من القرآن الكريم ،وكم من مشروع أجلته وكم من نصيحة كتمتها لمصلحة أناس يحتاجونها منك ولم تقلها. فلا تصغرنّ همتك فهيا عُدَّ لنفسك خطتك الجديدة واستقبل عامك الجديد بفرح وتفاؤل وارمِ آلامك التي بعثرتها خلفك ،ولملم جراحك قبل أن تفقدها لتكسب نفسك وانهض لإعداد قائمة أمنياتك وأهدافك، سجلها لتستطع اللحاق بها ،لملم أوراقك التي بعثرتها وأنت في غفلة عنها والتي ذهبت مع الرياح دون أن تمسك بها، لملمها واجمع شتات نفسك التي ذهبت دون أن تُعرها وتُعطها أي اهتمام ..ضع نقاطك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ،فلنا من الأعوام التي رحلت عِبرة ولنا للهمة تجديد ومع كل تحدٍ سيخرج من داخلك ذلك العملاق الذي خبأته منذ سنوات فنهالك رسائل لم يحملها البريد بعد، ولكنها مازالت في أورواحنا تنتظر من يحملها ويوصلها للعالم الخارجي لتصل له ورسائلنا للحياة لا تنتهي. هكذا أرى تلك الأرواح تحتاج لمن يوصل لها الرسائل لتتحدى كل الظروف المحيطة بها لتكن أقوى وبهمة عالية..فاستقبل عامك الجديد بكل تفاؤل وابتسامة وضع التشاؤم جانبا وابحث عن عالمك المضيء واترك بصمتك في كل مكان وبقلب كل من تمر أمامه،وحتى تلك الدهاليز التي تمر من بينها.. استقبلها بأملٍ مشرق. هيا قم وخاطب عامك الجديد بكلمات تزيد من قوتك وتُجدد بك الإرادة والعزيمة فأرسل لنفسك رسائل تحفزك وقلّب صفحات التقويم بكل تفاؤل وبوجهٍ طلق مبتسم واصنع لك مجدا تفتخر به بعد حين.فهيا لنبني معا أحلامنا وأمانينا وقرارات، ولنصنع الأمل في مساحات الحياة، تفاءل واملأ عينيك بجمال الحياة، وركز على طاقاتك وإمكانياتك وقدراتك، وخذ نفسا عميقا واملأ مشاعرك بالفأل الحسن وجمال الروح، ومع عامك الجديد رتب أولوياتك وابدأ رحلة الحياة من جديد.. فأهلا بك عامنا الهجري 1444 الجديد بهمة وعزم وتفاؤل..