مقال/إنه لنبأ عظيم هزّ أرجاء ولاية صحم.✍️بقلم| منى بنت حمد البلوشية.

اخبار الولاية

منذ يومين بينما كنت أقرأ وِردي اليومي استوقفتني هذه الآية الكريمة من كتاب الله العزيز ‏”كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ… “(آل عمران:185) جلستُ أتأملها بعمق، بينما كنتُ غارقة بصمت وفاة أحدهم، انتابني الشعور لذلك اليوم الذي سيحين فيه الرحيل؛تأملتُ الحياة بكل معانيها بحلوها ومرها، وكيف للإنسان أن يُوفى أجره يوم القيامة.. إلا أن الثاني عشر من رمضان أتى بنبأ هزّ أرجاء ولاية صحم، ليس هي فقط بل أرجاء ولايات السلطنة أجمعها، وما بين مُرسل ومُستفسر عن المأساة التي حدثت إزاء حادث مروري مساء ذلك اليوم الذي ساد فيه الصمت مُعلنا الحداد لطالبات فارقنّ الحياة على أمل وابتسامة تحذو محياهنّ للقاء ذويهن وانتظار لهنّ؛ إلا أنهنّ ودعنّ الحياة وفارفنها لمكان أكثر سلاما وأمنا، بعد انتظار لأحبتهنّ وأهلهنّ نهاية اسبوع سعيد وإفطار جماعي ولذائذ الأطعمة التي تم تجهيزها لوجودهنّ بين الوالدين والأحبة ..مائدة رمضان في ذلك اليوم تحكي المأساة التي حدثت وصوت المؤذن مرتفعا مناديا “الله أكبر” لساعة الإفطار المُنتظرة والتي ينتظرها الجميع،؛ إلا أن هناك أيادٍ وأكف رُفعت للسماء تدعو الله لهنَّ بالرحمة والغفران، أيُّ حزنٍ هذا الذي انتاب الجميع؟! ، وأيُّ حزنٍ ونعي في رمضان ولحظة اللقاء التي ملأت العيون بدموع مختلطة وبذهول مما حدث، ونحن نبعث كلمات العزاء والمواساة..ربما لا أستطيع أن أكتب ما في جعبتي من الحزن الذي يملأ قلوبنا، للفاجعة التي حدثت وهل الطُرق باتت غير آمنة بعد أن كنا بسلام في الأعوام السابقة..وهل بات قلمي يئن كنبضات قلبي المتسارعة كلما سمعت بخبر وفاة، ولا يمر يوم إلا وهناك نبأ رحيل..”وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”(البقرة 156) إنه إنه النداء الذي يخبرنا فيه الله عزوجل بالصبر عند المصيبة والبشرى التي سيُلاقيها المتوفى لحسن الختام وذويه لصبرهم على الابتلاء..وأننا جميعا لله وإليه راجعون.. فصوما مقبولا يا أحباب الله وحبات التمر التي ستقطفنّها من ثمار الجنة ما أروعها.. وأرواحكنّ الفرحة العائدة إلى الله وأنتنَّ بحسن الختام وقد اجتمعت لكنّ كل الحسنات من تلاوة القرآن والصيام والصدقات التي ربما أخفتها أياديكنّ وكل عمل من أعمال الخير الذي قمتنّ بها رباب الريّان بانتظاركنّ.. والعزاء وكل العزاء لذويكنَّ والشفاء والسلامة للمصابين..