مقال/كم تدفع من وقتك لسؤال ربك؟!✍️بقلم/ منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” إنها رسالة عظيمة ولطيفة لأهمية الدعاء في مواسم الخيرات..وإنها توضح قرب الله تعالى من عباده وإجابته لدعائهم دون مقدمات.كم يُدهشني ويُثير فضولي والاستزادة من لهج الكبار بالدعاء، واستشعارهم لأثره؛ وإدراكهم لما يتركه من أثر في حياتهم ولو بعد حين؛ فهناك آيات كثيرة تستوقفنا عند قراءتنا للقرآن الكريم فماذا لو فتحنا سورة الأنبياء فقط. لوجدنا بها الكم الكبير من تلك الدعوات التي تجعلنا نستشعرها في حياتنا، وكيف للأنبياء الكرام استلذوا طعم الاستجابة حتى ولو بعد حين. هنا تستوقفني كثيرا هذه النداءات النقيّة والصادقة المملؤة باليقين وحسن الظن بالله تعالى “وأيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ…” وفي ختام قصة يونس “فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ” وعندما نأتي لمشاهد قصة زكريا “وَزَكَرِيّا إِذْ نَادَىَ رَبّهُ” كل هذه المشاهد والمناجاة والنداءات كانت مؤذِنة بمشاهد كبيرة وعظيمة من الاستجابة عندما خُتِمت بقول الله عزوجل لهم جميعا” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ”. فشفي بها أيوب من مرضه، وخرج بها يونس من محنته وأزمته، ونال بها زكريا ولدا صالحا وصلاحا في أهل ذريته.. فكم من محروم بفواته من الدعاء، لنتأمل الأيام التي مضت ونحن لم ندع بها الله عزوجل، لنتأمل.. فكل يوم يذهب لا يعود وكم يحزننا بأنها ذهبت ونحن لم نستغل تلك الأوقات ونهبها من أوقاتنا، ألم تُثقلنا تلك الأيام والسنون التي مضت، ألم تتعبنا الأحداث والفقد والأمراض والخذلان وكافة الأزمات، إنه رمضان الذي يُبعثر كل ما أصابك وأهمك فالله عزوجل لن يتركك وحدك تمضي وتمشِ دون نور الإجابة فليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان.. عندما نستشعر عظم الدعاء وبركته لن نترك تلك الساعات تذهب هباء والتي لن نجدها في أي وقت آخر ..حينها ستستصغر أشياء كثيرة بعينيك مهما كان حجم كبرها، وستجد كل الراحة وكأنها سقطت بين يديك ملبية لك طلبك ما دمت تحسن الظن بالله تعالى وموقن بأنه سيستجيب وأن دعاؤك سيستجاب. فأقبل على ربك وألح عليه بالدعاء وأدمن الوقوف على بابه ولا تدع الفرص تفوتك فبابه مفتوح والوقت لك والأيام معك فاستزد مما شئت ودع كل ثقلك في كلمات تبثها للخالق فحتما سيستجيب. دمتم بود ودعوات مستجابة ورمضانكم مبارك وبسمات الحياة ترافقكم.. فكل جميل آتٍ بدعاء يملؤه حسن الظن بالله تعالى..فــ”لا يردُ القضاءُ إلا الدعاءُ” ولا تدع الفرص تفوتك فيفوتك بفواتها أرباح الدارين.