مقال/ عطاء متجدد لا ينضب بولاية #صحم ✍️بقلم /منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية
.”إن النحلة تجد المتعة في جني العسل من الزهرة، والزهرة أيضا تجد المتعة في إعطاء الرحيق للنحلة، والنحلة والزهرة تجدان حاجة ونشوة في الأخذ والعطاء” ..عندما نتحدث عن العطاء نتحدث عن شيء نابع من داخل الروح والقلب برضى تام من المرء؛ العطاء يأتِ عن حب دون اللجوء لشهرة أو ما شابه ذلك.عطاء صحم الخيري التابع للجنة التنمية الإجتماعية بصحم الذي عاد بتنظيم حملة التبرع بريال لصالح السلة الرمضانية للأسر المعسرة وهي من أقوى حملات التبرع التي تُقام على ولاية صحم، التي أتت كملحمة وطنية يجسدها أبناء الولاية؛ ومما أدهشني ذلك التهافت من الكبار والصغار على صناديق التبرع؛ وكيف للطفل أن يسبق والده ومن هم أكبر عنه سنا؛ لأن يضع ذلك الريال بيده بداخل الصندوق ورائحة يداه علقت بها نعيم صدقته كالوردة بين اليد عندما تعلق الرائحة بها. . إنها الحملة التي تزرع وزرعت كل قيم الحب والوفاء والعطاء والصدقة وتجسدت بها العديد من الصور، حتى وصلت التبرعات إلى ما يقارب(19.000)تسعة عشر ألف ريالا عمانيا؛ فهذه هي روح التعاون التي أبهجت الأرواح وتماسك الأيادي وتعاضدها كالجسد الواحد؛ لأجل أن تعيش باقي الأسر كغيرها متعففة من السؤال..وبعدها بيوم جاءت حملة أخرى لتعطي مثالا حيا، بأن هناك عطاء لامحدودا ولامتناهيا، من أجل أن يكون المتلقي منه ينعم بالصحة والعافية وتدوم له تلك الأيادي التي تعطيها، إنه مفتاح السعادة التي رُسمت على وجوه يكتسيها الألم ووجوها شاحبة تأبى الاستسلام لآلامها..أتحدث هنا عن حملة التبرع التي نظمها فريق معين التابع للجمعية العمانية لأمراض الدم الواراثية، حيث تسابقت لها الأرواح قبل الأقدام لتقدم ما تستطيع من قطرات من دمها الذي لم تألوا جهدا إلا لتبهج وتسعد من أعياه المرض، وتكللت ببهجة وحبور لتضع (200)مئتا كيسا من الدم من أبناء الولاية الذين لا يترددون في العطاء ويُلبون النداء لأجل أن تسعد قلوبهم قبل من يُؤخذ منهم.إنها حملتان في اسبوع واحد، أثبتت لنا بأن العطاء نعمة لا تخرج إلا من يد اعتادت على ذلك.. إنني أؤمن وعن يقين بأن سعادتنا تبدأ من داخلنا، وأن السعادة في العطاء ربما تفوق السعادة فيما يعطيه لنا الآخرون.فهذا هو العطاء المتجدد الذي لا ينضب من أبناء ولاية صحم، فهو هبة ربانية وهبها الله لعباده ورزقهم نعمة الاستمتاع بها. فالعطاء هو ثمرة من شجرة الحب تعطيها بحب لتجني بها ما زرعته وغرسته. طبتم ودمتم معطائين وبسعادة لا تنضب ولكم من وافر النِعم لتنعمون بها فعطاؤكم صنع بهجة وفرحة..