مقال | عندما أحببتُ أمي.✍️ بقلم| منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية

أعلم أنني أتحدث عن امرأة أنتم لا تعرفونها ولم تلتقوا بها، فحبي لها ليس حبا عاديا؛وأعلم بأنني أُصاب بالعجز عندما اكتب عنها ولا أستطيع حينها بأن أعطيها من الوصف ما أودّ الكتابة عنه.. فعندما أحببتُ أمي عشقتُ الحياة معها، وعندما أحببتُ أمي رأيتُ النور يُحيط بي وشاهدتُ كل ألوان الحياة ورونقها تحلق معي في سمائي الصافية كألوان قوس قزح السبعة.كيف أكتب عن امرأة أحبها ويفوق حبي لها كل قدراتي المحدودة فإنني لا أجيد لغة الحب لها، وكيف لي بالبوح عن حب لا أعلم هل بإمكاني أن أصفه أم لا؟! كم أنا عاجزة أمام كلماتي وتأبى أن تخرج لتصف هذا الحب الذي لا يوصف لأمي وحروف اللغة لا تنقذني في ذلك بل تزيدني عسرا فوق ما أنا به، محاولة كتابته ولا تسعفني في ذلك؛ وكأنها تتآمر عليّ خوفا من أن أنطق بكل ما في جعبتي وهي تعلم بأنني لن أستطع.أمي.. هي الكلمة التي نطق بها لساني دون أن أتعلم نطقها، نطقتها بلا تردد وبلا تلعثم..هي نور دنياي وعطاء من ربي اللاَحدود واللامتناهي.هنا اكتب عن حب لا يفنى ولن ينضب، ولا اكتب عن يوم الأم الذي نحتفي به من كل عام،وليس له من الأساس يوم محدد بل هو كل الأيام لها، إنني أتحدث عن شيء أنتم تعلمونه بأسراره المكنونة وبكل ما يحتويه من معان،إنه الحب المتجدد كالنهر الجاري،فمنذ أن كنا صغارا كانت ومازالت تنبت بقلوبنا أزهارا، كم سهرت الليالي وهي تناجي:رباه إنه ابني فمدّ جسده بالصحة وقوه مما أصابه من وهنِ.كم خسرت من صحتها من أجل أن نحيا أصحاء وأقوياء، فكلما أعطت يدوم عطاؤها كالبحر يزداد عطاياه بلا ملل.فكل أم على هذه الأرض هي منبع حنان وعطاء؛ تساءلت كثيرا ما سر الطعم الذي أستلذه في كل ما تطهوه أمي من طعام ولا أجده في أي طعام آخر، حينها علمتُ بأن أمي كانت تطهو طعامنا بمقادير وبهارات من الحب الذي لن أُجيده مهما فعلت..فعندما أحببتُ أمي أحببتها قبل أن أخرج لهذه الدنيا..فكلماتي هذه تصف أمهاتكم ولربما لم أستطع إعطاء أمي وأمهاتكم ما يليق بها من عبق الحروف.. فلأمي ولكل أم على وجه الأرض تحية حب مزدانة بأكاليل من الزهور، وزمرد وجواهر تلتف حول عنقها وتاج الحب يعلو رأسها..ولكل أم وارت الثرى لها من الفرودس مسكن لها ودعوات الرحمة تلفها وبردا وسلاما لروحها.