مقال : الحادي عشر الحزين بقلم / رويدا السعيدية

اخبار الولاية
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الحق في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) ويقول كذلك (واصبر لحكم ربك ) ..ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .. كنت أردد في داخلي دائماً أنه مهم كتبت عنگ لن أوفي حقك في الكتابة وأنه جميع الأشخاص الذين كتبوا عنگ لم ولن يوفوا في حقك. لا أعلم أنه ما سوف أكتبه عنگ في صباح تاريخ وفاتك، في الحادي عشر من يناير الذي خطف هذا اليوم ابتسامة وطن… في الحادي عشر الحزين لقـد مات حبيب الشعب.. وحتى في مقالي هذا لنا أترجم الألم وحزن حادثة الحادي عشر من يناير الحزين الزمان الرابعة فجراً يوم السبت 2020 المكان عُمان أتاني صباح يوم سبت صباح لم يكن كأي صباح لقد أتاني يزف معهُ خبر رحيل جلالة السلطان قابوس فتبدلت القوانين الكون جميعها ، فكان من المفترض أن يشرق نور صباح لكنه عم غسق ظلام والحزن أرجاء الوطن ،كانت رياح تضرب في كل مكان والأمطار تهطل على الأرض كأنها تتسابق مع دموعنا عم صمت في أرجاء الوطن ونكست أعلام الوطن . لكل ينتظر ويرتقب ويدعوا الله بأن يكون في غفوة ويستيقيظ ويصلي للهِ سجد شكر بأنه كان في حلم لكن، فجاءه تعلوا أصوات أذان الفجر بصوت مؤذنِ والحزن قد أسكن في صوته الجميع صلوا صلاة الفجر وهم مذهولين من الخبر الذي استيقظوا عليه ،ما زال الآمل موجود بأن نكون في حلم واستيقظنا على صوت الأذان الجميع ينتظر بأن يدعوا الإمام الدعاء الذي طالما ردداناه على مر خمسون عام فكان بعد كل فريضة يدعوا الله سبحانه وتعالى بأن يمده بالصحة والعافية والعمر المديد وإن يحفظه، لكن اليوم تبدل ذلك دعاء أصبح بأن يسكنه الله فسيح جناته،أصبح لكل يدعوا ودموع تنهمر منه ،لقد أدرك الجميع بأنه ليس في حلم إنما هو واقع لقد رحل أبينا أصبح أبناء الوطن أيتام أصبحوا بلا أب رحل من كان سند لنا في الحياة رحل من نبكي من أجله ونفرح من فرحته ونمرض إذا مرض. ليت الليل دائم طويل ليت أصبح لم يأتي أي صباح هذا الذي أتي يحمل في طياته الحزن والألم الذي جعل أديار مظلمة لقد أطفأ فجر هذا صباح نوره الذي انبثق من العام سبعين واستمر لمدة خمسون عام.ما هي آلا دقائق معدودة وتزاحمت شوارع على كافة طرق وقفنا ننتظر وبعيون مملوء بدموع والقلوب تقطعت من الألم والمكان ضج ببكاء الرجل قبل نساء والأطفال وأصواتهم تعلوا بتكبير وتهليلا من هول الموقف ،البعض سقط مغشياً عليه على الأرض لم يستطيع إن يتمالك نفسه، ها هو لقد أتى موكبك ما زال بنفس الهيبة لكن في هذا اليوم لن تلوح لنا بيدك فقط نرى موكبك الذي يمر بكل الهيبة ولكن بحزن يسود وجوه قواتك المسلحة نراك مغطاء بعلم بلدك الذي اخترت ألوانه.هل حقنا قد حان وقت رحيلك يا أبي،أبتاه تمهل فلم نغمر بعد من حبك. وما العمر دونك يأبي وما طعم الحياة بدونك؟؟ليتنا أتينا معك في عام السبعين. هل حقنا لن نراك مرة أخرى أبتاه؟ أبي إن لم تراك أعيننا سوف تظل صورتك في قلوبنا وعقولنا ترا طيفك في كل مكان ، أبتاه سامحنا لم نكن عند العهد لم نوفي بوعدنا لم نفديك بدماء وروح لم نوفي نفس سماء التي باركتك بلمطر (يا أيتها الملائكة ابشري قابوس جاءْ فلتبارِكهُ السّماءْ واسْعدي والتقيهِ بالدُّعاء)هل حقنا إنتهت قصة قابوس؛هل حقنا يأبي لم نرا ضحكتك التي تبعث في داخلنا الاطمئنان بعد اليوم؟؟!!هل حقنا لن نتزاحم من بعد اليوم خلف شاشات لن نرى طلتك شامخه في 18/من نوفمبر المجيدة لن نراقب بعيوون مليئة بدموع الفرح؛هل حقنا لم نعد نستمع الى خطاباتك المليئة بالحكمة وثقافة في كل كلمة؛هل حقنا لن نسمع منك بعد اليوم أيها المواطنون،ابناء عُمان الأوفياء…ولن نسمع دعواتگ لن بعد اليوم. أبي فكرة انگ لم تعد بيننا لم تدخل بعد في عقولنا، ولم نستوعب بعد!! مازلنا لم نشفى من صاعقة الخبر الذي أتى به ذلك الصباح الكئيب ما زالت عقولنا عالقة في تمام ساعة رابعة فجراً من يوم السبت الحزين، هل يعقل بأن يكون فجر صباح الذي ينبثق فيه نور يطفأ نور وطن . ليتك ياشمش السبت 11 الحزين لم تشرقي لقد تركتي قلوبنا تنكوي من الألم وأصبحت من الأيام التي سوف تخلدا في ذاكرة بدموع أعيننا التي أوشكت على البكاء بدماء . ما بآل العيون لا تتوقف عن دموع وكيف لها إن تتوقف عن من جعلها ترا نور بعد ظلام ، ووعدها بأن تشرق شمس جديدة في كل بيت عماني، كان الشمس الذي أضاءت كافة أرجاء عُمان في 23/7/1970 واليوم لقد رحلت تلك الشمس الذي أضاءت في كل بيت عماني، عم ظلام بيوت أبنائك يأبي ،ليتك ياشمش سبت 11 من يناير الحزين أتيتِ بفرحة 23/يوليو/1970. 5/نوفمبر/ 2014. 23/مارس/ 2015. رحلت يأبي ولكن تركت لنا شمس أخرى وأب اخرى ((جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ))عسى ربي يحفظه ويطول بعمره ويجعله خير خلف لخير سلف. أبتاه أنت حب الخمسون عام هل حقنا سوف ينطفئ گل هذا الألم الذي تكبد على قلوبنا من تاريخ الحادي عشر من يناير خلال أربعون يوم؟ لا والله وتالله لن ينطفئ أبداً. لقد أصبحنا نبحث عن فيديوهاتك بدون ان نملا ،كأنا لم نراك يوم ، كأنك لم تحكم منذُ خمسون عام ،لم تكن لن حاكم ولا سلطان ، كنت لنا أب، وسلطان قلوبنا. أي المرثيات ترثيك يا أبي وهي من بعدك أصبحت يتيما وإعلنت الحداد عليگ، أي إعلامي وشاعر وكاتب سوف يترجم هذا الألم والحزن ، الذي يعتصر قلوبنا، 28حرفاً في اللغة العربية ورغم ذلك لم تستطيع أن تكتب وتوفي حقك لا كاتب أستطاع يوفي بحقك ولا شاعر أستطاع أن يبحر ويبدع في ميدان شعره ،ولا إعلامي استطاع ان ينعيك الجميع خانهم تعبير وتلاشت كلماتهم، الحروف العربية من بعدك تائهة ، أبتاه الجميع مهم حاول أن يكتب عنك ويشكرك ويرثيك لا يستطيع لأنهم لقد تقطعت أحبالهم صوتي، قبل أن يجف حبر أقلامهم،وكيف لهم إن يكتبوا عن الذي من كان لهم المعلم الأول والكاتب والإعلامي ، من كان مدرسة تفيض بالعلم ، أبتاه قابوس هيهات هيهات أن يوفي حقك شاعر وكاتب وإعلامي وهيهات إن يأتي زمان بمثلك وإن ننساك حبك دين في قلوبنا. هل من أحد يستطع إن يهون هذا المصاب الجلل الذي أصاب الوطن بأسره ،في وفاة أعز الرجال وأنقاهم؟الجميع قلبوهم ترتجف من الألم وتعتصر من الألم واللسناتهم أبات إن تقول طيب الله ثراه ،الله يرحمه. ما زالت تردد ربنا يطول بعمره ، وإن يشفيه، ويحفظه، صعب علينا انتزاع هذه الكلمات التي طالما كانت اللسان يلهج بها عقد من زمن ، موت الأب يكسر ظهر الأبناء من بعده، وشعبك وأبنائك يأبى انكسرت ظهورهم بوفاتك ،وصعب هذا الكسر يجبر. الموت لا يؤلم الأموات بل هو يؤلم الأحياء. تؤلم تلك ذكريات وتلك الوجوه التي أصبحت تحت تراب وتلك ضحگآت التي لم نعد نسمعه بعد اليوم كل هذا يؤلم ، شهر يناير لقد أخذت منا أغلى ما تمتلكه قلوبنا لقد أخذت قلوبنا نفسها ،في كل عام سوف تأتي والوجع نفسه كأنه أول مرة نمر به سوف تأتي يا شهر يناير بكل هذه ذكريات السيئة. . . . . ها هو أول يوم ينطوي من دونك يأبى،ما زالت الأمطار تهطل على الأرض بگل كآبه، ورياح تضرب في كل مكان والألم والحزن يزداد على قلوبنا. گن نعتقد قبل أربعة وعشرون ساعة من الآن بأنه هناك حرب أوشكت على البدء نعم لقد اشتعلت هذه الحرب في جوف قلوبنا وسوف تظل في جوفنا ولن تخمد كم هي كانت ساعات ثقيلة على جميع شعبك وأبنائك. مازلنا لم نشفي ولن نشفي من صدمة الخبر الذي تلقينه منذُ فجر هذا اليوم فجر كان كئيب سوف يخلدا في ذكراه سوف يكتب في صفحات تاريخ بدموعنا. أتى المساء ويحمل في طياته وحشة تكسوا كافة أرجاء بلادك لأول مرة بدونك يأتي علينا المساء أي مساء هذا واي يوم الذي نقضيه بدونك يوم يعادل خمسون عام نتمنى لو أنه مازلنا نائمون وكل هذا مجرد حلم لا أكثر، أتى المساء والجميع يتصنع نوم ،لكن مشهد اليوم يتكرر في مخيلتنا مشهد الوداع، دموع رجالك ،دموع الآباء والأجداد ابدأ لا تفارق عقولنا مشهد موكبك الأخير الذي يكسوه الحزن على عكس المعتاد . لم نتخيل يوم بأن نرى موكبك لآخر مرة لكن هذا الموكب لم يكن كالعادة بدموع الفرح بلا دموع الوداع ،صعب علينا أن ننسي جميع هذه تفاصيل،لقد كان هذا اليوم معتم وثقيل ،يا لله خفف عنا ثقل الأيام المقبلة، يا الله صب على قلوبنا قوة تلازمها حتى نستطيع أن نتجاوزها، يا رب كما طيب لنا ثراء هذا الوطن طيب ثراه. سوف تظل في قلوبنا سوف يظل اسمك يلهج في دعوات لگ. اللهم في أول لليلة وهو في قبره اجعل قبره روضة من رياض الجنة واجعلها أسعد ليلة تمر به ،واجعل قبراً فسيحاً بالقرآن منيراً وجازه عنا إحسانا. اللهم كم أسعدنا في حياتنا أسعده وجعله ضاحكا مستبشر في جناتك يا الله. أبي قابوس سوف تظل في قلوبنا حياً ليس ميت لن الأبطال لا يموتون، وإن أعلنوا عن رحيلك عبر تلك الإذاعة، التي افتتحتها ببيانك الأول ،ولو أصدر نعي من ديوانك السلطاني عن رحيلك. أنت من أعظم أنعم التي أنعم بها الله علينا، أحببنك منذُ الصغر حتى اعتقادنا أنك مخلدا، ليت الآباء لا يمرضون ولا يموتون. لم تتخيل بأنه سوف يأتي علينا يوم ونرى رحيلك ومراسم الوداع، وجثمانك طاهر يحمل فوق أكتاف رجالك البواسل . نَحْنُ لا نبكي أعترض يا الله على قدرك، إنما نبكي على الفراق ،ذكريات ،حبنا له ، ورحيله عنا بدون أي وداع. . . . غداً سوف ترفع إعلامك يا وطني بعد أن نكست أربعون يوم . والحزن يكسوها لأنه لم يعد موجود من اختار ألوانها. سوف ترفع بسواعد شباب الذي راهنا عليهم قابوس ، سترفع تحت شعار عمان نهضة متجددة ،وسوف تبقي رايات عُمان إخفاقها تعانق سماء الوطن ،لكن من سوف يرفع عنا هذا الألم الذي تكبد على قلوبنا من الحادي عشر من يناير الحزين، من يستطيع يُرفع كل هذا الألم الذي تشعر به قلوبنا، غداً سوف ينتهي الحداد ، لكن حداد قلوبنا باقي إلى لأزل لن ينتهي هذا الحداد عليك مهم مر عليه من زمن ،سوف تظل في قلوبنا حياً.