#مقال/ كن متطوعاً ليكن لك وجود.✍️ بقلم/منى بنت حمد البلوشية

اخبار الولاية
لكي تخدم وطنك وتُعمق انتماءك له، لا بد لك أن تُساهم في التطوع، حيث يُعد العمل التطوعي من أهم الأشياء التي ترقى بها الأمم وتنهض لها البلاد..نحن نعلم بأن العالم يحتفي في مثل هذا اليوم الذي هو الخامس من ديسمبر باليوم العالمي للتطوع، إلا أنني أود إخباركم بأن التطوع أصبح في وطننا كل يوم ليس له يوم محدد والاحتفاء به كذلك، وذلك لما شاهدناه في الآونة الأخيرة وما ألمَّ بوطننا العزيز من أنواء مناخية متتابعة وخاصة في شمال الباطنة وأجزاء من الولايات التي تأثرت، وكيف شمّر الجميع عن سواعدهم دون أن يطلب منهم أحد المشاركة في مساعدة المتضررين بل هبّوا جميعا لرأب الصدع وإعادة الذي حدث كسابق عهده، لتكون لهم بصمة تُذكر وها هي بصمتهم واضحة وضوح الشمس للعيان من مسندم إلى ظفار.. وكذلك لا ننسى الطفل فقد أصبح مبادرا في الأعمال التطوعية وذلك لما شاهده من تلك الأفواج التي أتت من كل فج عميق؛ فكيف لا يكون متطوعا ومبادرا وله بصمة كالكبير الذي يراه أمامه متوشحا وشاح التطوع والبذل والعطاء.. ولا ننسى أولئك المتطوعين منذ أن بدأت جائحة كورونا (كوفيد19) في المؤسسات التي تم فيها الإعلان لأخذ جرعات اللقاح الخاصة به، حيث كانوا بالقرب من موظفي وزارة الصحة يدا بيد تُشاركهم في التنظيم وإعطاء الجرعات للفئات المستهدفة وعلى مدار سنتين بعمل دؤوب يعملون بلا ملل ولا كلل كخلية نحل واحدة. ومازال التطوع مستمرا بها في مجالات كثيرة منها ما هي ظاهرة وأخرى باطنة لا يعلمها إلا صاحبها ومن يقوم بها.. التطوع ليس مجرد كلمة تقال:أنا متطوع؛ بل فعل وعمل يُشاهد يترك أثرا وبصمة؛ فهو جهد لا شُهرة في مواقع التواصل الاجتماعي الذي بتنا نشاهده الآن بل أن تكون عند حسن ظن الجميع بذلك، كم هو جميل أن تترك كلمة أو ابتسامة على قلب أحدهم وأنت لا تعلم.فكم من راحل رحل تاركا أثر عمله التطوعي في كل مجال دون أن يعلم به أحد؛ بل أراد أن يكون له وجود على سطح الأرض وهم كُثر ونذكرهم اليوم ..وكانوا كالقنديل أضاءوا عتمة الآخرين.لذا كل عمل تطوعي ما هو إلا أمن وأمان لمجتمعاتنا وهو رسالة إنسانية سامية وسمة للمجتمعات، وهو ثقافة مجتمعية أصبح الجميع اليوم يعلمها دون أن يتعلمها وبلا رخصة يأخذها..فهو أبسط الأعمال التي يمكننا أن نقدمها لمجتمعاتنا وللنهوض بها، والذي يساهم في الانتماء للوطن وخدمته في شتى المجالات..فكن أنت صوت الخير لا الصدى. وكن متطوعاً ليكن لك وجود..فكل يوم وأنت متطوع بحب وود وسعادة في قلبك تنير عتمتك وعتمة غيرك.