مقال : العمل التطوعي رقي و إزدهار بقلم : بقلم : عائشة بنت سليمان القرطوبي

اخبار الولاية
العمل التطوعي عمل شريف يرتقي بصاحبه و بالمجتمع و الإنخراط فيه من مؤشرات تقدم الأمم و إزدهارها . هو مصدر للخير ؛ لأنه يساهم في عكسِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع ، و يوضح مدى ازدهاره ، وإنتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده ؛ فالعمل التطوعي يعتبر ظاهرةً إيجابيّة ، ونشاطاً إنسانيّاً مهمّاً ، ومن أحد أهمّ المظاهر الاجتماعيّة ، و يعتبر سلوكٌ حضاريّ يساهم في تعزيز قيم التّعاون ، ونشر الوعي و العلاقات الإجتماعية الحسنة و العلاقات الوطيدة بين أفراد المُجتمع .فالعمل التطوعي تقديم المساعدة والعون والجهد من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع عموماً ولأفراده خصوصاً ، وأطلق عليه مسمّى عمل تطوعيّ لأنّ الإنسان يقوم به طواعية دون إجبار أحد على فعله ، فهو إرادة داخليّة، وغلبة لسلطة الخير على جانبِ الشرّ ، ودليل على ازدهار المُجتمع ، فكلّما زاد عدد العناصر الإيجابيّة والبنَاءة في مجتمع ما ، أدّى ذلك إلى تطوّره ونمّوه.كما أن العمل التطوعي يساهم في الحصول على العديد من الخبرات المهمّة التي تحمل نتائج إيجابية للمتطوع نفسه ، و المؤسّسة التي يعمل لصالحها ، حيث أن المتطوع يكسب مهارات جديدة و يحسّن المهارات التي يمتلكها.و التطوع يساعد المتطوّعين على الاستفادة من وقت فراغهم ، وتحويله إلى نشاط خيري مفيد . فالأعمال التطوعيّة من المشكلات المؤثرة على المجتمع والأفراد . و تساهم في زيادة قدرة المتطوّعين على التّواصل الفعّال مع الأفراد الآخرين. كما يساهم التطوع في الاستفادة من طاقات الشّباب واستغلالها بأفضل الطرق وأكثرها كفاءة. و الحد من السلوكيّات غير الصّائبة ، وتعزيز الشّعور بالرّضا عن النّفس . أيضا يرفع العمل التطوعيّ من مستوى الحماس والنّشاط عند المتطوّعين . و يخفّف من انتشار العدائيّة بين الأفراد في المجتمع. كما يساهم في تهذيب شخصيّة الأفراد المتطوّعين . و المساعدة في تعزيز مفهوم العطاء في المجتمع .فيجب دائماً العمل على تعزيز وتطوير العمل التطوعيّ في كافة المجتمعات ممّا يساهم في تفعيل ثقافة التطوّع بشكل دائم ، حيث توجد العديد من الوسائل التي تساعد على تطوير و تفعيل العمل التطوعي ، و من ضمن هذه الوسائل ، الإعلان عن الحملات التطوعيّة في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة ، والمرئيّة ، والمسموعة بشكل مستمرّ. و التّعريف بالإنجازات الخاصّة في الحملات التطوعيّة ، والتّرويج لها بصورةٍ تدفع الشّباب ذوي القوّة والإبداع بالانتماءِ إلى هذه الحملات والقيام بأعمالٍ تطوّعيّة متنوّعة . كما يجب نشر ثقافة التطوّع بين النّاس من خلال الجامعات والمدارس ، و القيام بحملات تثقيفيّة حول خدمة المجتمع المحليّ بأنشطة الأعمال التطوعيّة. و إبتكارُ أساليبٍ جديدةٍ للعمل التطوعيّ ، حيث تساهم في تشجيع الأفراد المتطوّعين وحثّهم على الإستمرار بالتطوّع ، و يجب توفير الموارد اللّازمة لدعمهم من أجل تحقيق النّتائج المطلوبة بأفضل صورة.و من المهم تطبيق التّخطيط ، التنظيم ، والتوجيه المناسبين لنجاح العمل التطوعي . و دعم التّواصل الفعّال بين المتطوعين . و يجب أن نحسن إختيار الأفراد المتطوعين طبقاً لنوع المهارات ، و المؤهّلات ، والمسؤوليات المتعلقة بالمهمة التي سيكلف بها المتطوع وطبيعة المتطوعين . أيضاً يجب الأخذ بعين الإعتبار الواجبات المطلوبة من كل مُتطوع تجاه العمل التطوعيّ. و الوقت المخصص للقيام بتنفيذ كافّة خطوات العمل التطوعيّ بطريقةٍ صحيحة.و للعمل التطوعي أشكال عديدة ، كالتطوّع الإلكتروني ؛ و هو التطوّع عن بُعد عبر الإنترنت . و التطوّع الشّامل؛ و هو التطوّعُ على مدار السّاعة (سبعة أيام في الأسبوع). التطوّع قصير الأجل ؛ أي عمل المتطوّعيّن لأوقاتٍ قصيرة ومحددة مسبقاً . أيضا التطوّع في المنشآت الربحيّة كالشّركات والمُؤسّسات من أجل الحصول على خبرة أو مهارةٍ ما. التطوّع في الدوائر الحكوميّة ؛ حيث تستعين المؤسّسات الحكومية بالمتطوّعين بشكلٍ كبير . و التطوّع في منظمات خدمة المجتمع (المنظّمات غير الربحيّة).و للمتطوع حقوق ، منها العمل في أماكنَ آمنة تتميّز بالمواصفات الصحّيّة. و الشّعور بالاحترام والثّقة من القائمين على المؤسّسة المَسؤولة عن التطوّع. و تقدير جهود المتطوّع من خلال الحصول على ردود فعل إيجابيّة . و للمتطوّع حقّ استخدام المرافق الخاصّة بالمؤسّسة. و معرفة معلومات حول المؤسّسة أو المُنظّمة التي يتطوع بها. كما يجب تقديم وصف حول طبيعة العمل التطوعي للمتطوع ، و تحديد الأدوار و المَهام المطلوبة ، والساعات الخاصة بالعمل . و توفير التّدريب المسبق والإشراف والمتابعة الكافيّة للمتطوّعين . كما أن من حقوق المتطوع الحصول على فترات راحة مناسبة . و توفير الدّعم الكامل له . و المحافظة على البيانات الشخصيّة والخاصة بكل متطوع .كما على المتطوع مسؤوليات يجب الإلتزام بها ، فيجب تنفيذ كافة المهام الخاصة بالعمل التطوعي . و المشاركة في التخطيط للنشاط التطوعي ، واقتراح الطرق المناسبة لتنفيذها. و يجب حضور الاجتماعات الخاصّة بالمتطوعيّن ، والاعتذار عنها بطريقة مناسبة في حال عدم التمكن من المشاركة. و يجب طلب المساعدة من المشرفين على التطوع عند الحاجة .و المساهمة في التعزيز من ثقافة العمل التطوعي في المجتمع. و فهم أهداف المؤسسة و تطلعاتها ، و احترام السياسة الخاصّة بها. وإحترام كافّة الأفراد الآخرين مهما كانت طبيعة عملهم ، أو طبقتهم الاجتماعيّة. و تنفيذ المَهام المطلوبة بطريقةٍ صحيحة. و عدم استخدام المال المخصّص للتطوعِ في النفقات الشخصية.نصيحتي لجميع أفراد المجتمع بالتطوع في شتى المجالات و عدم التردد في تلبية نداء الوطن و أبناءه و أن يكونوا دائماً في صفوف المتطوعين ، متى أتيحت لهم الفرصة، حيث أن التطوع سعادة و شعور جميل لا يوصف ، عند تقديم العون و المساعدة دون إنتظار الأجر من أحد . و يجب على المتطوعين المحافظة على الحماس الدّائم أثناء القيام بالعمل التطوعي . وفقنا الله و إياكم لما فيه خير و مصلحة عماننا و أبنائها .