و ها نحن نلمس فكرك النير المتقد فيما سطرته من تاريخ و أمجاد لهذا الوطن الذي دائما ما تصفه لنا بأنه معطاء، و كيف لا يكون معطاء و أنت من أسست لهذا البناء على مداى خمسة عقود ماضية، هذا الفكر الذي بنى الإنسان و أهتم به دائما قبل الحجر لتخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم و المعرفة.فقيدنا الغالي، إن الجلوس في حضرة أب سبعيني أو أم في الستين و هم يصفون لنا ضنك العيش الذي كانوا فيه قبل هذا التاريخ يعد من الدروس و العبر التي نتعلمها في كل بيت، و حكايات من شاركوا في البناء و التعمير تجعلنا نفخر بما تحقق و إسمك دائما حاضر، و حكاياتهم قد لا تنتهي لكن النظر في أعين من يسردها يجعلك تبحر في خيالات تاريخية لم تكن لتصدقها لو لا أنها أمامك حاضرة في يومنا هذا.
تُذرف دموع الفراق على رحيلك يا باني عمان و الأيادي مستمرة في البناء و التعمير في ظل نهضة متجددة يقودها سلطان الحكمة و العقل هيثم بن طارق حفظه الله و رعاه، ليؤكد لنا بأن حكومة عمان و شعبها ماضون على نهج الراحل – طيب الله ثراه – و على الخط الذي رسمه لهذا البلد العريق و ما نراه اليوم من تعديلات و قرارات هو الشاهد على ذلك.
رحم الله السلطان قابوس بن سعيد و أطال في عمر سلطاننا هيثم بن طارق ذخرا لهذا الوطن.