مقال : المباعدة بين الولادات قرار أسري مشترك بقلم : منيــــرة محمــــــد نـــور البلوشــــيه-رئيسة قسم صحة المرأة و الطفل بمحافظة شمال الباطنة

اخبار الولاية
أظهرت الدراســــــــــات أنه عند وجود فترة مبــــــــــاعدة بين حمل و آخر لا تقل عن سنتين، فإن ذلك يساهم في انخفاض معدل وفيات الأمهـــــــات ويكون المواليد أكثر عرضة للبقـــاء على قيد الحياة و التمتع بصحة جيـدة. وفي المقابل ، فإن فترات المباعدة القصيرة بين الاحمال ترتبط بنتائج سلبية لدى الام و حديثي الولادة و الرضع.وحيث أن صحة المرأة والطفل من أولويات المرتكزات التي أولت وزارة الصحة اهتماما كبيرا لها، نجد برامج المباعدة بين الولادات و التخطيط الأسري جزء لا يتجزأ من هذه الرعاية الصحية.حيث تتوفر الخدمة في مؤسسات الرعاية الصحية الاولية وتُداربيد مختصين تلقوا تدريبا خاصا على هذه الخدمة.يعمل برنامج المباعدة بين الولادات و التخطيط الأسري على مساعدة النساء و الأسر على تباعد فترات الحمل لتحقيق أفضل النتائج الصحية للنساء و حديثي الولادة و الرضع و الاطفال من خلال توفير سياق الاختيار الحر والمستنير لوسائل المباعدة المأمونة والفعالة التي توفرها وزارة الصحة مع مراعاة خصوصية الاسرة.حيث أن البرنامج يمكِن النساء والأسر من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن توقيت الحمل والمباعدة بين فترات الحمل لمدة ثلاث سنوات على الاقل، حيث يكون المولود الجديد في فترة الرضاعة الطبيعية لمدة عامين وهي المدة التي يستحقها لنموه، بعدها تحصل المرأة على فترة راحة لمدة عام تستعيد من خلالها صحتها بعد فترة الحمل و الرضاعة حتى تكون مستعدة بدنيا للحمل الجديد.تتلقى الأم الحامل التوجيه والنصح عن موضوع المباعدة و التخطيط الاسري خلال زيارات الثلث الأخير من الحمل، وذلك للبدء في التفكير للوسيلة المناسبة و توفير مجال لمشاركة الزوج في اختيار المناسب من وسائل المباعدة المتاحة.ومن خلال زيارات الاسبوعين و الستة أسابيع ما بعد الولادة، تتوفر للأم فرصة لزيارة عيادات المباعدة بين الولادات والاستفسار عن الوسائل و تلقي المشورة المناسبة، حيث يتم توضيح سلبيات و ايجابيات كل وسيلة على حده ويُترك للام و الاب حرية اختيار الوسيلة حسب ظروف الام الصحية و كذلك الظروف الاسرية.والجدير بالذكر أن الام تخضع للفحص الطبي من قبل الطبيبة المختصة لمعرفة ما يناسبها من الوسائل حيث أن ما يناسب امهات أخريات قد لا يناسبها.بالإضافة الى الزيارات الدورية لمتابعة وضع الأم الصحي و مدى فعالية الوسيلة المُستخدمة. ومن المهم ذكر أن هناك إمكانية لتغيير الوسيلة إلى وسيلة أخرى في حال تلاحظ عدم وجود الرغبة في الاستمرار على الوسيلة السابقة.وأخيــــــــــــرا، فإن اختيار أية وسيلة من وسائل المباعدة هو قرار خاص بالأسرة ، ويجب على الزوجين مشاركة قرار استخدام المباعدة حتى يتمكنا من المساهمة في تقديم الرعاية الكاملة، والتغذية الجيدة، والتعليم الأفضل، والعناية والحب والرعاية اللازمة للأبناء، حسب قدرة كل أسرة.